قبل عامين، صوّر حزب الله استهدافه “العامود الشهير” في إسرائيل كأنه إنجاز عسكري نوعي، واحتفل به على أنه “رمز سقط”. أسابيع متواصلة من الضربات والرسائل الإعلامية وظّفها الحزب لإقناع جمهوره بأن إسرائيل اهتزّت من سقوط العامود.
لكن ما حصل على الأرض كان العكس تماماً: لبنان من جنوبه إلى بيروت والنبطية وبعلبك والبقاع غرق في الخراب، تحت ضربات إسرائيلية قاسية دمّرت البنية التحتية وأرهقت الاقتصاد وأوقعت الخسائر البشرية والمادية الفادحة.
البارحة، أعادت إسرائيل تركيب العامود وكأن شيئاً لم يحدث، فيما بقي لبنان مدمّراً على كل الأصعدة. وهكذا تبيّن أن “إنجاز” حزب الله لم يكن سوى تفاهة مقارنةً بحجم الاعتداءات التي دمّرت البلاد. فالحزب لم يسقط سوى عامود مؤقّت، بينما إسرائيل أسقطت بلداً بأكمله في واقع يومي يعيشه اللبنانيون.