لم يكد يمرّ يوم على انهيار سقف إحدى المدارس الرسمية في صيدا، حتى استعاد اللبنانيون مشهدًا مشابهًا قبل عام في طرابلس، حين تسبّب سقوط سقف مدرسة بوقوع قتلى وجرحى. المفارقة أنّ العام الدراسي بدأ فيما الدولة عاجزة عن تأمين رواتب المعلّمين أو توفير مستلزمات التعليم الأساسية، فضلًا عن غياب الرقابة الصحية والنفسية على الطلاب.

لكن الأخطر من كل ذلك، أنّ الدولة تبدو عاجزة حتى عن تأمين المبنى السليم، فيتحوّل الصف إلى مكان مهدّد بالموت. فإلى جانب الرواتب والمتابعة التربوية، المطلوب اليوم قبل أي شيء توفير الهيكل الآمن للتعليم. إذ تشير التقديرات إلى أنّ نسبة كبيرة من المدارس الرسمية متضرّرة بشكل خطير، ومع اقتراب الشتاء بما يحمله من عواصف وتسرب مياه، يصبح المشهد كارثيًا. فلا يجوز أن يستمر الطلاب في التعلّم تحت سقوف مهدّدة بالسقوط في أي لحظة.