في إطلالة جديدة، حاول عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” حسين الحاج حسن التخفيف من وقع الأزمات التي يعيشها حزب الله، معتبرًا أنّ الضغوط الأميركية والإسرائيلية على الحزب “دليل قوّة”. غير أنّ هذا الكلام بدا مستغربًا وساخرًا في آن، خصوصًا في ظل الخسائر الهائلة التي تكبّدها الحزب خلال السنوات الماضية والتي يعرفها القاصي والداني.

والدليل الأوضح على انهيار “صورة القوة” جاء من داخل قيادة الحزب نفسها، عبر تصريح الأمين العام نعيم قاسم الذي خرج أمس يطلب فتح صفحة جديدة مع السعودية، العدو التاريخي للحزب. فكيف يمكن لمن يزعم القوة أن يستجدي يد عدوّه التقليدي؟ وكيف يتحدّث عن صلابة القناعات فيما يغيّر جوهر مواقفه بمجرد أن يشتد عليه الخناق الداخلي والخارجي؟

تصريحات الحاج حسن لا تعكس قوة بقدر ما تعكس إنكارًا للواقع، واقع حزب فقد صلابته، وتحوّل من موقع التحدّي والهيمنة إلى موقع المساومة والطلب، بما يؤكد أنّ خطاب “المقاومة القوية” لم يعد إلا شعارات فارغة أمام حقائق الانكسار.