في عكّار، تتكثّف في الآونة الأخيرة مشاريع تزفيت الطرقات، يبدو أنّها امتداد لموازنات سابقة يجري تنفيذها اليوم. غير أنّ المفارقة الصادمة تكمن في أنّ هذه الطرقات تبقى ناقصة وغير آمنة، إذ يقتصر العمل على فرش الزفت دون استكمال عناصر السلامة الأساسية: من مطبّات وعلامات مرورية وإشارات تحذيرية إلى إنارة ليلية.
غياب هذه المقوّمات الأساسية حوّل الطرقات إلى مصائد موت حقيقية، حيث سجّل منذ شهر وحتى اليوم عشرات الحوادث المرورية التي أودت بحياة عدد كبير من الأشخاص وأصابت العشرات بجروح. المبادرات الفردية من بعض رجال الأعمال لإضاءة بعض المقاطع لم تعد تكفي أمام حجم الكارثة.
فالزفت وحده لا يكفي. إنارة الطرقات ليست ترفًا، بل شرطًا أساسيًا لحماية حياة الناس. واليوم، بات السير ليلًا على طرقات عكّار ولبنان، ولا سيما الطريق الدولية التي تربط الشمال ببيروت وسوريا، مغامرة مخيفة بسبب الظلام الدامس.