في مثل هذا اليوم قبل عام، استيقظ اللبنانيون على واحدة من أفظع المآسي: غارات إسرائيلية كثيفة ضربت الجنوب، بيروت والبقاع وصولًا الى كسروان وجبيل بلا سابق إنذار، حصدت أرواح 558 لبنانياً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، إضافة إلى أكثر من 1800 جريح، جلّهم من الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يعيشون في مناطق حوّلها حزب الله إلى ساحة حرب.
مرّت سنة كاملة مثقلة بالنزوح، بالخراب، وبالخسائر الاقتصادية والاجتماعية. سنة علّمت اللبنانيين درساً قاسياً: أن هذا البلد الصغير لا يحتمل حروب الآخرين ولا مغامرات “المقاومة” التي تقرر باسم الناس متى تفتح الجبهات ومتى تعرّض حياة الملايين للخطر.
لبنان ليس أرضاً للاقتتال ولا منصة لإرسال الرسائل الإقليمية. لبنان وطن يريد الحياة، يريد أن يعيش شعبه بأمان، لا أن يُزَجّ في مواجهة عسكرية لا قدرة له عليها ولا مصلحة وطنية فيها.
ذكرى 23 أيلول يجب أن تكون محطة للتأكيد أن دماء الأبرياء أغلى من أوهام السلاح، وأن خلاص لبنان لا يكون بالارتهان لمنطق الحرب الدائمة، بل بالتمسك بخيار الدولة وحدها.