اليوم يدور الجدل في لبنان حول ما إذا كانت صخرة الروشة ستضاء بصورة حسن نصر الله وصفي الدين أم لا.
وكأنّ مصير وطنٍ جريحٍ أصبح مرهوناً بصورة على صخرة أو ضوءٍ ينعكس على البحر.
لكن الحقيقة المؤلمة أنّنا نُستدرَج إلى نقاشات صغيرة تافهة أمام حجم الكارثة التي يعيشها الناس.
أمام دمعة أبٍ عاجز عن إطعام أطفاله.
أمام شابٍ يُهاجر لأنّ بلده سلب منه حقّه في حياة كريمة.
أمام مودِعٍ ضاعت مدّخراته بين المصارف والسلطة.
أمام عسكريٍّ متقاعد يطالب بحقوقه، وأستاذٍ في المدرسة الرسمية لا يعرف كيف يؤمّن قوت يومه.
هل إنارة الصخرة ستعيد الأموال المنهوبة للمودعين؟
هل إنارتها ستوقف نزيف الهجرة وتمنح شباب لبنان أملاً في المستقبل؟
هل إنارتها ستفتح أبواب العمل أمام الآلاف من العاطلين؟
هل إنارتها ستُحاسب الفاسدين الذين نهبوا الدولة والشعب؟
هل إنارتها ستُنهي المحسوبيات وتجعل الكفاءة معياراً للوظائف والخدمات العامة؟
هل إنارتها ستُعيد الثقة بين اللبنانيين وتجمعهم على كلمةٍ واحدة؟
هل إنارتها ستُعيد للاقتصاد روحه بعدما غرق في الانهيار؟
كفى.
كفى تضليلاً وتشتيتاً للأنظار.
صخرة الروشة ليست منبراً سياسياً ولا ساحة لتصفية الحسابات، بل هي رمز وطني وذاكرة جغرافية للبنانيين جميعاً.
فلنصنها كما هي: صخرة صامدة في وجه الموج، لا أداة فتنة تُزرع فوقها صورة أو شعار.
لبنان لن ينهض بصورة على صخرة.
لبنان ينهض حين تُستعاد الحقوق، وحين يُحاسب الفاسدون، وحين يعيش المواطن بكرامة في وطنٍ يحترم أبناءه.