منذ اللحظة الأولى لتولّيه رئاسة الحكومة، كان الرئيس نواف سلام مدركاً لحجم التحديات، وعلى رأسها عناد حزب الله وتعنّته بوجه الدولة ومؤسساتها. سلام لم يطلب يوماً تعاطفاً، بل دعماً في معركة تكريس هيبة الدولة.

إلا أنّ ما جرى ليل أمس شكّل فضيحة إضافية في سجل الحزب، بعدما نكث بوعدٍ قطعه بعدم استغلال صخرة الروشة سياسياً، ليعود ويفرض صورة حسن نصر الله عليها، في خطوة وُصفت بالخيانة لرئيس الحكومة نفسه وللقرار الرسمي الصادر مسبقاً.

لكن سلام الذي أثبت قوته في الاستحقاقات الحقيقية ـ ولا سيما في جلستي الحكومة في الخامس والسابع من آب حيث حاصر الحزب وقيّد اندفاعاته ـ لن تهزّه مثل هذه المناورة الرمزية. فالحزب سجّل على نفسه نقطة سوداء جديدة تضاف لسجله الأسود، فيما رئيس الحكومة خرج أكثر ثباتاً، وقادراً على تحويل المواجهة الرمزية إلى معركة لتثبيت سلطة الدولة.