في بلد صغير بمساحته وعدد سكانه، تحوّل المرض إلى كابوس يومي يطرق أبواب البيوت من دون استئذان.

الأسباب لم تعد خافية على أحد. عشرات آلاف موتيرات الديزل المنتشرة في شوارع بيروت وباقي المدن تبثّ سمومها ليل نهار، لتغرق الأحياء بسحب دخان قاتلة. معامل قديمة تعمل بلا أي رقابة وتطلق مخلّفاتها في الهواء والمياه، فيما تراكم النفايات المتكرر يزيد من تسرب المواد المسرطنة إلى الأرض والمياه الجوفية. حتى المياه التي يُفترض أن تكون مصدر حياة، تحوّلت بفعل الإهمال والتلوث إلى ناقل للأمراض.

المعادلة واضحة: بيئة مسمومة تعني أجسادًا مريضة. بينما تغيب الدولة عن وضع خطة جدّية للمعالجة، يواصل اللبنانيون دفع الفاتورة من صحتهم وحياتهم.