في كلّ مرّة وعند كلّ خبطة سياسيّة، تظهر ملكة الكلمات الرّاسخة في قاموس اللبنانيين: “السّلم الأهليّ” …

عبارة اعتدنا سماعها، وُجدت من عهد برّي، وبقيت معه، واستمرّت حتّى اليوم، وتبنّاها معظم اللبنانيين حتّى وصلت للرئيس جوزيف عون وقادة الأجهزة الأمنيّة.

السّلم الأهليّ لا يتحقّق بكسر قرار حكوميّ محقّ، لأجل “زعران” الأحزاب.

السّلم الأهليّ هو ألا يحصل كلّ الذي حصل. هو ألا يقصف الجنوب، ولا تقصف بيروت، هو أن نبقى أوفياء لوطننا لا لأوطان الآخرين. السّلم الأهليّ ألا نحدث الفِتن، وألا نصوّر فيديوهات نشتم بها رئيس الحكومة ونتهكّم به. السّلم الأهلي هو ألا يمسك حزب ضعيف قرار الدولة، وألّا نصل إلى ما أوصلونا إليه.

“السّلم الأهليّ” “الميثاقيّة” “العيش المشترك” عبارات جعلت من الدولة علكةً في أفواه زعران الزعماء. يعلكونها عندما يريدون، ويبصقونها عندما تصبح بلا طعمة.