تحويلات مالية بين شركات لآل ميقاتي وأخرى لآل سلامة تفضح خيطًا طويلًا من العلاقة بين نجيب ميقاتي ورياض سلامة. ليست صدفة ولا تفصيلًا عابرًا، بل قصة ممتدة لسنوات بين رجلٍ أمسك بعصب السلطة التنفيذية ورجلٍ تحكّم بالمال العام كـ”حاكم مصرف لبنان” في لبنان لعقود.
القضاء كشف هذه التحويلات خلال التحقيقات التي أثبتت تورّط رياض سلامة، ليتحوّل السؤال إلى ما هو أبعد: كيف تلاقت مصالح ميقاتي وسلامة؟ وأي دور لعبت هذه الشراكة في إغراق لبنان بالديون والأزمات؟
ثروة آل ميقاتي، التي تقدَّر اليوم بستة مليارات دولار موزعة بين نجيب وأخيه طه، لم تنشأ من فراغ. من بضعة ملايين في بداياتهما إلى مليارات “نظيفة” كما يسمّونها، تكوّنت الثروة عبر استثمارات مشبوهة، وصفقات عابرة للسلطات، وتعاون وثيق مع النظام السوري السابق، وصولًا إلى شراكات مالية مع آل سلامة.
النتيجة واضحة: مليارات متراكمة في جيوب قلّة، وأزمات متراكمة فوق رؤوس اللبنانيين. إنها قصة فساد مالي وسياسي متشابك، بين مصرفيٍ تحكّم بالبلد وحاكمٍ تنفيذيٍ استثمر السلطة والمال في صفقات مظلمة دفعت البلاد ثمنها غاليًا.