أطلّ علينا علي لاريجاني، أحد أبرز وجوه النظام الإيراني، ليبشّر اللبنانيين بأن الفوضى تضرب الجميع، لكن “حزب الله” ـ بحسب وصفه ـ يزداد رسوخاً بعد الضربات الإسرائيلية، وهو قادر على زعزعة الميدان. كلام لاريجاني لم يكن سوى اعتراف صريح بوظيفة الحزب الأساسية: الزعزعة.
نعم، حزب الله قادر على الزعزعة، ولكن أي زعزعة؟ ليس زعزعة الميدان العسكري مع إسرائيل، بل زعزعة الأمن الوطني اللبناني. ليس زعزعة العدو، بل زعزعة السلم الأهلي. ليس زعزعة الحدود، بل زعزعة هيبة الدولة وصورتها أمام شعبها.
حزب الله قادر على أن يزعزع بيروت، الجنوب، البقاع، والشمال… قادر على أن يصنع الرعب بين اللبنانيين، لكنه عاجز عن أن يزعزع شبراً واحداً من أمن واستقرار إسرائيل. هذه حقيقة الميدان التي أثبتتها السنوات: كل “صواريخ المقاومة” لم تحمِ لبنان من حرب ولا من اجتياح ولا من دمار، بل حمته فقط من أن يعيش في دولة سيّدة مستقرة.
رسالة لاريجاني واضحة: يريد أن يطمئن جمهوره أن ذراع إيران في لبنان ما زالت قوية. لكن الحقيقة المرّة للبنانيين أن هذه الذراع لم تحمل لهم سوى الخراب، والعزلة، والفقر، وانهيار الدولة. لاريجاني يفاخر بقدرة الحزب على الزعزعة، ونحن نقول له: نعم، أنتم نجحتم في زعزعة كل شيء… إلا أمن إسرائيل.