عاد حزب الله إلى سياسة البلطجة التي لم يغادرها يومًا.
وهذه المرة، كانت الضحية الشيخ حسن مرعب، المعروف بمعارضته الشديدة لسياسة حزب الله في لبنان ولسياسة إيران في المنطقة.
الشيخ مرعب، الذي توجّه إلى منطقة صيدا لتصوير حلقة مع الإعلامي تمام بليق، مُنع من التصوير وطُلب منه مغادرة المنطقة بذريعة أن “صيدا أصبحت شيعية لا سنّية”!
فهل أصبح اللبناني الذي يحمل جواز السفر اللبناني والهوية اللبنانية بحاجة إلى تأشيرة طائفية ليدخل بعض المناطق؟
هل صارت الدويلة هي التي تتحكّم بالدولة، فيما المواطن اللبناني بات غريبًا في وطنه؟
ما حدث مع الشيخ مرعب ليس حادثة معزولة، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات والاغتيالات التي طالت شخصيات سنّية ومسيحية وحتى شيعية معارضة، آخرها الاعتداء بالضرب على الشيخ ياسر العودة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
هذه السياسة الممنهجة يجب أن تتوقف فورًا، خصوصًا في ظل العهد الجديد بقيادة الرئيس جوزيف عون ونواف سلام، اللذين وعدا اللبنانيين بدولة قوية مستقلة، وقرّرا في الخامس والسابع من آب حصر السلاح بيد الدولة ودحض منطق الدويلة.
ما جرى في صيدا ليس حادثًا عابرًا، بل اعتداء على السيادة اللبنانية وعلى حرية اللبناني بالتنقل داخل بلده من دون سؤال عن دينه أو طائفته.
وهو اختبار جدّي للأجهزة الأمنية ولإرادة الدولة في فرض هيبتها على كامل الأراضي اللبنانية.
لبنان لا يُختصر بطائفة، ولا يُقسّم بخطوط مذهبية.
اللبناني حرّ على أرضه، ولن تقوى أي دويلة على مصادرة هويته.
برسم القوى الأمنيّة.