بعد أن أُقفلت صفحة الحرب في غزة باتفاق شرم الشيخ، تتجه بوصلة الدبلوماسية الإقليمية والدولية نحو لبنان، الذي يبدو أنه سيكون المحطة التالية في مسار التسويات الكبرى بالمنطقة.

الجنوب اللبناني يعود إلى الواجهة، مع بحثٍ جدي لتفعيل القرار 1701 ووضع آلية تنفيذية تُنهي حالة “اللاحرب واللاسلم” المستمرة منذ عام 2006.

في بيروت، بدأت اتصالات مكثفة للخماسية العربية والدولية، وسط توقعات بضغط دبلوماسي غير مسبوق، يتزامن مع وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى نهاية الشهر، حاملاً توجيهات لتفعيل الدور الأميركي في الملف اللبناني، خصوصًا في ترسيم الحدود البرية.

وتبرز مصر مرشحةً لاحتضان مفاوضات جديدة بصيغة لبنانية – عربية – دولية، بعدما نجحت في إدارة اتفاق غزة.

وفي ظل هذه التحركات، يبدو لبنان أمام استحقاق دقيق يتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا ورؤية واقعية تحفظ الثوابت.

المرحلة المقبلة قد توازي في أهميتها اتفاق الطائف أو ترسيم الحدود البحرية، فـالهدوء بعد غزة قد يكون بداية مخاض دبلوماسي جديد… عنوانه لبنان.