في خطوة تعكس عودة الاهتمام الفرنسي بالملف اللبناني، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعقد مؤتمرين دوليين، الأول لدعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية، والثاني مخصص لإعادة إعمار البنى التحتية المتهالكة.
يتزامن هذا التحرك مع ضوء أخضر أميركي برز في خطاب للرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، حيث أشاد برئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، في إشارة واضحة إلى دعم واشنطن للقيادة اللبنانية في هذه المرحلة الحساسة.
لكن اللافت أن المملكة العربية السعودية، التي لطالما كانت الداعم الأكبر للبنان في المؤتمرات الدولية، أبدت عدم اهتمامها بالمشاركة، وفق ما نقل مسؤولون دبلوماسيون التقوا الرئيس عون ورئيس الحكومة نواف سلام. وأوضح هؤلاء أن الموقف السعودي لا يرتبط حصراً بملف حصرية السلاح بيد الدولة، بل يتعداه إلى غياب الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة، وعلى رأسها إصلاح القطاع المصرفي.
غياب السعودية عن أي من المؤتمرين يعني فشل الجهود الفرنسية مسبقاً، إذ أن التمويل الأساسي لأي خطة دعم يأتي من الرياض. فبدونها، لن يتجاوز ما تحصده بيروت من هذه المبادرات سوى “فتات مالي بلا قيمة فعلية”، في ظل موقف خليجي متماسك يقضي بعدم مساعدة لبنان ما لم تنفذ الإصلاحات المطلوبة، باستثناء قطر التي تحتفظ بـ علاقة خاصة مع واشنطن ووضع استثنائي في المنطقة.