يتسع ظلّ الفقر في لبنان يوماً بعد يوم، في بلدٍ كان يُعرف يومًا بأنه “وطن الرفاه والحياة”، فإذا به اليوم يغرق في أرقامٍ تُبكي أكثر مما تُصدم. فبحسب تقرير البنك الدولي، ارتفعت نسبة اللبنانيين الذين يعيشون بأقل من 8.3 دولارات في اليوم من 5.5% عام 2013 إلى 50.7% عام 2023، أي ما يعادل نحو 2.9 مليون إنسان يعيشون في دائرة العوز وانعدام الأمان.

أما الفقر الأشدّ، فقد تضاعف هو الآخر بشكلٍ مأساوي: نسبة الذين يعيشون بأقل من 4.2 دولارات في اليوم قفزت من 0.3% إلى 16% خلال الفترة نفسها، فيما بلغت نسبة من يعيشون بأقل من 3 دولارات يومياً 5.9% بعدما كانت لا تتجاوز 0.1%.

عشر سنوات كانت كفيلة بتحويل مجتمعٍ كامل من الطبقة الوسطى إلى مجتمعٍ يكافح للبقاء. الفقر لم يعد رقماً في تقارير المؤسسات الدولية، بل واقعاً يطرق أبواب البيوت، يغيّر ملامح الناس، ويترك وراءه شعوراً جماعياً بالعجز والانكسار.