تكتسب زيارة وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي إلى لبنان أهمية خاصة، إذ تأتي في إطار جولة إقليمية تهدف إلى تكثيف حملة “الضغوط القصوى” التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاقها ضد إيران ووكلائها في المنطقة.

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، فإن محطة بيروت تشكّل جزءًا من مسعى واشنطن لتشديد الخناق المالي على حزب الله، من خلال مطالبة السلطات اللبنانية بمضاعفة إجراءاتها لتجفيف مصادر تمويله ومراقبة مسارات التحويل المالي والتهريب عبر الحدود.

زيارة هيرلي لا تُعدّ تقنية فحسب، بل تحمل بعدًا سياسيًا واضحًا، فهي تأتي في لحظة تصعيد أميركي ـ إسرائيلي متزامن ضد الحزب، وفي ظل تحذيرات من أنّ أي تردد لبناني في التعاون قد يعرّض البلاد لعقوبات إضافية.

بذلك، يُنظر إلى زيارة المسؤول الأميركي كرسالة ضغط جديدة على الدولة اللبنانية، هدفها حسم خيارها بين الالتزام التام بالمنظومة المالية الدولية أو مواجهة تبعات العزلة والعقوبات.