رغم العداء الظاهر والذي لا شكّ فيه، بين حزب الله وإسرائيل، يبدو أنّ حزب الله من غير قصد بدأ منذ فترة بخدمة الأجندة الإسرائيليّة إلى جانب الإيرانيّة، فإسرائيل التي تقتات على الدماء والحروب والمشاكل والزّعزعات الأمنيّة وجدت في حزب الله كياناً واسع الصدر يقبل الحروب ويجد في المغامرات طريقاً سهلاً للنّصر الإلهي الذي يبحث عنه منذ تأسيسه.

التعنّت، الرّفض، الإنكار، وغضّ النّظرعن الواقع، كلّها سلوكيّات باتت خاصّة بالحزب. وهي أكثر ما يخدم إسرائيل التي تعتدي يوميّاً على السيادة اللبنانيّة بحجّة تحجيم الحزب وتقليص قوّته.

فكّروا معنا.. ماذا لو سلّم حزب الله سلاحه؟

مما لا شكّ فيه سيصبح لبنان كما مصر والأردن، دولة رسّمت حدودها، وضعت جيشها على الحدود، التزمت باتّفاقٍ دوليّ واهتمت بالداخل اللبناني.

لكن هذا السيناريو الذي يعارضه الحزب وتعارضه إسرائيل معه، يظهر كيف يلتقي فكر الحزب بفكر إسرائيل، عند مفترقٍ واحد، ونهجٍ واح، يدعو للحرب ويقتات عليها، لأنه بلا حرب لا مستقبل للحزب كحزبٍ سياسيّ لا عقائدي، وإسرائيل دون حروب لن تعرف العيش، كيانٌ اعتاد على افتعال المشاكل وطلب المساعدات والتمويلات، كيف يحصل على المال حينها؟