البارحة التقى أحمد الشّرع ووزير خارجيّته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في مكتبه البيضاوي، تبادلا الهدايا، ونال الشّرع رشّة عطرٍ خاصّة من ترامب نفسه.

قد لا يحتاج اللقاء لكلّ هذه الضجّة لكنّ تاريخ الشّرع وموقعه الحالي مع تاريخ أميركا تجاه القاعدة وموقع ترامب الحالي يشكّلون حالةً نادرة من التحوّلات السياسيّة. وفي الوقت الذي ينشر فيه أسعد الشيباني سيلفي له مع الشرع في الطائرة واعداً السوريون بازدهارٍ دائم، ينظر اللبنانيّون للأحداث كلاعبٍ مصاب يشاهد من خارج الملعب ويتساءل متى سيُشفى ويعود للعب.

لكن الحقيقة أنّ هذا الحالة اللبنانيّة لم تأتي عن عبث بل نتيجة خيارات مغلوطة كثيرة سُمح فيها لحزب الله أن يتطوّر ويزدهر ويصل إلى داخل الدولة العميقة في التوظيف والخدمات والوصول للقرار وسدّة الحكم.

لبنان اليوم متأخّر، ومتأخّر جداً، قد لا يهمّ الأمر حزب الله، لكنّه حتماً يهمّ اللبنانيين.

والحلّ بأن يعود لبنان لدوره الأساسي في ملعبه، وأن يُعزم من جديد على ساحة السّياسة الإقليميّة والدوليّة، لينهض من جديد، بشرطٍ واحد، وقرار داخلي – خارجيّ واحد وهو نزع سلاح الميليشيات، أوّلها سلاح حزب الله.