في تطوّر أمني لافت في منطقة الشراونة بعلبك، نفّذت مديرية المخابرات بمؤازرة وحدات من الجيش سلسلة عمليات دهم استهدفت مطلوبين خطيرين، انتهت باستشهاد عسكريَّين وإصابة ثلاثة آخرين خلال اشتباكات مباشرة. وخلال العملية أُصيب المطلوب (ح.ع.ج.)، أحد أبرز المتورطين في الاعتداءات على الجيش وعمليات الخطف والسلب، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بجروحه.
هذه الحادثة، رغم ألم الخسارة في صفوف الجيش اللبناني، تؤكّد مرة جديدة أن المؤسّسة العسكرية ليست أمام اختبار جديد، بل تواصل مساراً واضحاً في فرض النظام كلما اتُّخذ القرار بالحسم. فالمنطقة نفسها شهدت سابقاً مواجهات مشابهة، ما يثبت أنّ الجيش قادر على الوصول إلى عمق أي بؤرة خارجة عن القانون، مهما كان نفوذ المطلوبين أو تحصيناتهم.
واللافت أن كل عملية من هذا النوع تعيد رسم الخط الفاصل بين الفوضى والدولة: فعندما يتحرّك الجيش بلا تردد ويواجه المجموعات المسلحة بقوة ثابتة، لا يبقى أمام الجميع إلا الامتثال لسلطة الدولة، لأن القوة الشرعية عندما تُظهر صلابتها تصبح المرجع الوحيد الذي يلتف حوله اللبنانيون. وهكذا تؤكد هذه العملية أنّ الهيبة ليست شعاراً بل فعل، وأن فرض الأمن ممكن حين تتوفر الإرادة ويتقدم الجيش إلى الميدان بثقة وحزم.
