لم يكن يفترض أن يحمل استقبال البابا ليو الرابع عشر في بيروت سوى علمٍ واحد: علم لبنان. لكنّ حزب الله قرّر، مرّة جديدة، أن يضع رايته فوق كل راية، وأن يحوّل لحظة وطنية جامعة إلى منصة استعراض لقوته وسط تراجع حضوره وشعوره المتزايد بانحسار صوته.
فبينما كانت الدولة تعمل بأجهزتها ومؤسّساتها لتأمين زيارة آمنة وراقية لضيف يحمل رمزية روحية كبرى، ظهرت على طريق المطار منصّات منظمة من “كشافة المهدي” التابع لحزب الله.
المفارقة الأكثر حدّة جاءت مع اختيار البابا ليو الرابع عشر البقاء داخل سيارة مُفيمة أثناء عبوره تلك المنطقة تحديداً قبل أن يتابع إلى القصر الجمهوري. الانطباع كان واضحاً: المشهد لم يكن مريحاً، ولا يعكس بلداً يستضيف رأس الكنيسة الكاثوليكية.
حزب الله ظهر كمن يرفض الاعتراف بأن اللحظة وطنية. رفض أن يرفع علم بلده. رفض أن يقف بين اللبنانيين. قرّر أن يستعيد لغة “الاستحواذ” وأن يعلن نفسه طرفاً فوق الدولة حتى في حدث إنساني–روحي بهذا الحجم.
