يحاول السفير اللبناني السابق سيمون كرم، منذ تعيينه عضوًا مدنيًا في لجنة الميكانيزم، القيام بالإجراء البروتوكولي المعتاد والالتقاء برئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أن الأخير يرفض استقباله. اللافت هنا أن بري نفسه وافق على تعيين كرم في اللجنة، فكيف يوافق على التعيين ولكنه يرفض الاستقبال؟

المفارقة تتضاعف عند المقارنة: فقد استقبل نبيه بري آموس هوكشتاين، الذي كان جنديًا في الجيش الإسرائيلي وخدم في جيش الدفاع الإسرائيلي قبل انتقاله إلى واشنطن، وهو مواطن إسرائيلي وُلد في تل أبيب.

ما هذا التناقض في التعامل؟ من جهة، اللبناني السيادي الحر المستقل، المشهور بمواقفه الوطنية والسيادية، يُعامل بالرفض والإقصاء، ومن جهة أخرى يُستقبل جندي سابق في الجيش الإسرائيلي بشكل مفتوح ومهذب. هذه الازدواجية تثير التساؤل حول المعايير التي يعتمدها رئيس مجلس النواب في التعامل مع الشخصيات اللبنانية، ومدى تمثيل هذه الممارسات لمبدأ السيادة والاستقلال في لبنان.