يبدو أن حادثة التعرّض لقوات «اليونيفيل» في بلدة بدياس الجنوبية قد كشفت عن تباين واضح في المواقف بين طرفي الثنائي الشيعي، «حزب الله» و«حركة أمل». ففي الوقت الذي تتكرر فيه حوادث الاحتكاك والتضييق على قوات الطوارئ الدولية من قبل مجموعات محسوبة على «حزب الله» في عدد من قرى الجنوب، صدرت عن بلدية بدياس – المحسوبة سياسياً على «حركة أمل» – مواقف مستنكرة للحادثة الأخيرة، ووصفتها بـ«التصرف الفردي المرفوض الذي لا يعبّر عن موقف أهالي البلدة أو أبناء الجنوب عموماً».
بلدية بدياس شددت في بيانها على احترامها لقوات اليونيفل، مؤكدةً أن البلدة «تكنّ كل الاحترام والتقدير للقوات الدولية ودورها في حفظ الأمن والاستقرار»، كما أشادت بـ«التعاون البنّاء بين القوات الدولية والبلدة».
هذا الموقف اللافت من بلدية محسوبة على «أمل» يعزز الانطباع بأن هناك شرخاً سياسياً أو على الأقل تمايزاً في النهج بين الحزبين الشيعيين حيال التعامل مع القوات الدولية. ففي حين يبدو «حزب الله» في حالة عداء أو توجس دائم من «اليونيفل»، وصولاً إلى التهجم على دورياتها، تحرص «أمل» – أو على الأقل بعض قياداتها المحلية – على إبراز صورة مغايرة تقوم على التعاون والاحترام المتبادل.
هذا التباين يطرح أسئلة حول وحدة الموقف داخل الثنائي الشيعي في الجنوب، ويعكس ربما تباينات أعمق مرتبطة بملفات محلية ودولية، خصوصاً في ظل الضغوط المتزايدة على «حزب الله» من قبل المجتمع الدولي، وحرص «أمل» على عدم الانجرار إلى مواقف تصادمية مباشرة في هذا الإطار.