في تطوّر قضائي لافت، أصدرت القاضية المنفردة الجزائية في بيروت، فاطمة الجوني، حكماً تمهيدياً قضى بإدانة رئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب، في الدعوى المقدّمة ضدّه من القاضية غادة أبو كروم. وقد تولّت متابعة الدعوى المحامية كارول شوقي الراسي، وجاءت على خلفية تصريحات أطلقها وهاب وُصفت بأنها مهينة وتشهيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تضمّن الحكم السجن لمدة شهرين، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليار ليرة لبنانية تُدفع كتعويض معنوي للقاضية أبو كروم. واعتبرت المحكمة أن كلام وهاب تجاوز حدود النقد السياسي أو حرية التعبير المشروعة، ليقع ضمن إطار الذم والتحقير الشخصي.

خلال الأشهر القليلة الماضية، ضجّت وسائل الإعلام ونشرات الأخبار بأنباء غير مسبوقة في لبنان، أبرزها مثول من كانوا محميين من الميليشيات سابقًا أمام قاضي التحقيق في قضية انفجار المرفأ، إلى جانب استدعاء وزيري الطاقة والاقتصاد للتحقيق في ملفات فساد ضمن وزاراتهم، وصولًا اليوم إلى صدور حكم بسجن وئام وهاب، أحد أبرز رموز الممانعة والمدافعين عنها والمستخدمين لخطابها في تهديد الخصوم.

بات من الواضح للجميع أن العهد الجديد، برئاسة العماد جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير العدل عادل نصار، أعاد إلى القضاء هيبته، مما شجّع القضاة على استعادة جرأتهم في إصدار الأحكام بحق “الرؤوس الكبيرة”.