يصادف اليوم الذكرى السابعة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لن ندخل في تاريخ الرجل المالي والاقتصادي ورهانه على السلام في الشرق الاوسط… الخ، لكننا سنتناول فقط الشق السيادي الذي ادى الى اغتياله.

في بداية حياته السياسية لم يكن الرئيس الشهيد رفيق الحريري تلك الشخصية السيادية، فقد كان على علاقة مع سوريا ولعب دورا تمويليا في اقرار الاتفاق الثلاثي بين نبيه بري ووليد جنبلاط وايلي حبيقة، وبعد فشل الاتفاق تابع الحريري الاستثمار بعلاقاته الجيدة مع السوريين وصولا الى توقيع اتفاق الطائف ويحكى عن دور مالي له ايضا مع بعض نواب الطائف.

مع بداية تطبيق اتفاق الطائف قفز الحريري الى رئاسة الحكومة، ووقع مع رئيس الجمهورية آنذاك الياس الهراوي مرسوم تجنيس فلسطينيين خصوصا في البقاع الاوسط، ووافق على ابقاء سلاح حزب الله على ان تطلق يده في الاقتصاد والامور المالية فكانت سوليدير وغيرها من شركاته.

قبض الحريري على الحكم في لبنان فإنتهت ولاية الرئيس الهراوي وساهم بإعادة التجديد له، ثم اتى عهد اميل لحود الذي لم يكن على علاقة جيدة معه فغلب التنافس على التعاون، وبما ان علاقة لحود بسوريا اقوى من الحريري خصوصا بعد وصول بشار الاسد الى الحكم في سوريا بات الحريري الحلقة الاضعف في ترويكا الحكم.

استغل علاقته بالرئيس الفرنسي جاك شيراك فدعم استصدار القرار الدولي 1559 القاضي بإنسحاب الجيش السوري في لبنان وتسليم سلاح الميليشيات فأصدر الحريري على نفسه قرار الاعدام.

بدا وكأن الحريري البس نفسه الحزام الناسف، ومع انطلاق معركة انتخاب رئيس جديد للجمهورية او التجديد للرئيس لحود خاض الحريري معركة عدم التجديد واجبر على التجديد رغم كل تصاريحه.

ومع بداية التقارب بين الحريري وكتلته من جهة ولقاء البريستول المنبثق من لقاء قرنة شهوان صدر قرار اعدام الحريري في وسط بيروت.

نعم قد لا تعتبر بداية الحريري بداية سيادية بإمتياز ولكن اغتيل الحريري لانه زعيم السنة التي بدأ بالتنسيق مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وتوحدت الاصوات والجهود الداعية لخروج الجيش السوري من لبنان فلم يتحمل نظام الاسد وحزب الله ان تتوحد الطوائف المسيحية والسنية والدروز ضدهما فحاولا اغتيال مروان حمادة لإيصال رسالة الى جنبلاط، ونجحوا في اغتيال الحريري، لكن ما لم يتوقعه السوري ان تنطلق ثورة شعبية في لبنان اطاحت بوجوده في لبنان نهائيا، تقهقر السوري وانتظر حتى احداث 7 ايار ليعود حزب الله ويقبض بقبضة حديدية على مفاصل الحكم.