لم ينجح الحزب القومي السوري الاجتماعي في اثبات حضوره السياسي في اي حقبة من الحقبات العديدة التي مرت على لبنان، رغم تفوقه بالعمليات الامنية والاغتيالات خصوصا الجهة المقربة من النائب السابق اسعد حردان.
مع عودة ميشال عون من منفاه، تكتلت شراذم القوميين من حوله، ونجح عدد كبير منهم في التغلغل داخل البنية السياسية للتيار، فبات هؤلاء من ابرز الناطقين بإسمه كريندلا جبور وغدي فرنسيس وجاي لحود وغيرهم.
التمدد بات يشكل تهديدا حقيقيا على بنية التيار الفكرية، خصوصا مع الدعاية التي اتبعها هؤلاء وصولا الى التماهي المطلق مع حزب الله في ما خص زيارة تمثال سليماني واللطميات، ما دفع بناجي حايك الى فرض نفسه على قيادة التيار محاولا اعادة تصويب البوصلة.
من يتابع حسابات الجيش الالكتروني للتيار الوطني الحر يلاحظ دون عناء على ان جهود هؤلاء تنصب على التهجم على بعضهم البعض علما ان عدد كبير من هؤلاء عاد ليتفاخر بأن الرئيس الشهيد بشير الجميل من يمثله ما اثار جنون الجناح القومي، بينما محاولات جبران باسيل الى امساك العصا من النصف مازالت تبوء بالفشل.
التيار منقسم عاموديا بين تيار يميني وتيار يساري، وما فشل الحزب القومي بتحقيقه منذ تأسيسه نجح من خلال بعض الخروقات في فترة ترؤس عون للتيار ولكن تمدده بات كبيرا في عهد باسيل الى ان وصلت الامور الى مرحلة لم يعد تجاهلها او تخطيها سهلا على قيادة التيار، فالمعالجة اليوم لا يمكن ان تبدأ الا بعملية استئصال، فهل يتابع باسيل مسيرة الاستئصال التي بدأها مع النواب بمحازبي التيار والى اي يمكن ان تؤدي؟ واذا ما قرر هؤلاء المغادرة او قرر باسيل طردهم فإلى اين ستكون وجهتهم وهم لا يستلطفون سمير جعجع منذ البداية؟