أثار تصريح الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي قال فيه: “تنازلت عن الجراح التي سبّبها حزب الله لسوريا”، جدلاً واسعاً أعاد إلى الأذهان حقبة ما قبل سقوط نظام بشار الأسد، والمجازر التي ارتُكبت بحق السوريين العُزّل والمدنيين على أيدي النظام آنذاك، بدعم مباشر ومستمر لسنوات طويلة من ميليشيات حزب الله.
عبارة الشرع حملت جراحاً مفتوحة لكل السوريين، إذ إنّ حزب الله، لعب دوراً أساسياً في تعميق المأساة السورية، وتسبّب بأكبر أزمة دبلوماسية وشعورية بين لبنان وسوريا، بعدما أصبح الذين استُهدفوا بالقصف والقتل بالأمس، هم اليوم أصحاب السلطة في دمشق.
هذا التحوّل جعل من حزب الله سبباً ليس فقط في نزيف داخلي سوري، بل أيضاً في خلق أزمة ثقة غير مسبوقة بين الشعبين والدولتين، حيث بات من الصعب على كثير من السوريين أن يتقبّلوا فكرة العفو أو التسامح.
وبينما أعلن الشرع، بصفته رئيساً، أنه تجاوز الجراح باسم الدولة السورية، يُطرح السؤال الأهم: هل سيقبل وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والتربية في سوريا الجديدة بالتساهل؟ وهل يستطيع الشعب السوري، بكل ما عاناه من ألم وخسائر، أن يسامح؟