تشهد الساحة السياسية الإيرانية صراعات داخلية بين أجنحة النظام المختلفة، فقد بلغ التنافس بين المتشددين، الأصوليين التقليديين، وحكومة مسعود بزشكیان مستوى غير مسبوق، انعكست بشكل واضح في وسائل الإعلام الحكومية. وفي الوقت نفسه، تتزايد حالة السخط الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية والقمع السياسي المستمر.

وتشير تقارير الصحف الإيرانية، إلى أن التوترات داخل النظام تتزايد يومًا بعد يوم. اذ يحاول المتشددون بسط سيطرتهم على الحكومة ومفاصل الدولة، بينما بدأ الإصلاحيون بفقدان الثقة في حكومة بزشكیان. تصاعد الخلافات الداخلية وتشديد القمع، من شأنه أن يضع النظام أمام تحديات جديدة قد تضعفه أكثر وتدفعه نحو سيناريوهات غير متوقعة.

الصراع على المناصب والنفوذ بلغ مستويات خطيرة، ولم تعد المعركة مقتصرة على الأجنحة السياسية، بل امتدت إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية أيضًا.

تناولت صحيفة “اعتماد” بالنقد نظام الرقابة الاستصوابية، كاشفةً عن أبعاده الخفية. وأكدت أن هذا النظام لم يعد مجرد أداة لإقصاء المعارضين في الانتخابات، بل تحول إلى أداة تصفية حسابات داخل الأجنحة السياسية للنظام نفسه.

وذكرت انه “في حين يُستخدم الإشراف الاستصوابي كوسيلة لهندسة الانتخابات، أصبح اليوم تهديدًا حتى للقوى داخل النظام”.

وتحدثت الصحيفة عن صعود تيارات جديدة أكثر تطرفًا، أطلق عليها “السوبر ثوريون”، والذين يسعون إلى توسيع نفوذهم من خلال الضغط على الحكومة والمؤسسات الرسمية. وحذرت من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات الداخلية.

من جهتها ناقشت صحيفة خراسان وضع الإصلاحيين داخل النظام، وطرحت تكهنات حول إمكانية تخليهم عن دعم حكومة بزشكیان. وأشارت إلى أن بعض الإصلاحيين يرون أن هذه الحكومة عاجزة عن مواجهة الضغوط الداخلية، مما قد يدفعهم إلى إعادة النظر في موقفهم.