تشهد الساحة السياسية في قضاء المتن حالياً تحولات كبيرة مع اقتراب الانتخابات البلدية والاختيارية. قضاء المتن، الذي يُعتبر واحداً من أكثر المناطق حيوية في لبنان، يعيش حالياً حالة من التجاذب السياسي بين القوى المختلفة، حيث تحاول كل جهة تعزيز حضورها وتأمين موقعها في الانتخابات المقبلة. هذا الاستحقاق لا يقتصر فقط على اختيار ممثلين في المجالس البلدية والاختيارية، بل يتعدى ذلك ليصبح ساحة صراع على النفوذ المحلي.

ومن أبرز جوانب المعركة الانتخابية في قضاء المتن هو التنافس على اتحاد البلديات الذي يُمثل كيانًا تنظيميًا يجمع البلديات في المنطقة تحت مظلة واحدة، ويُعتبر منصة أساسية للنفوذ السياسي المحلي، وكان آل المر يسيطرون عليه لسنوات طويلة.

يخوض آل المر الانتخابات البلدية في المتن بتحالفات هجينة بعيدة عن المبادئ السياسية، في محاولة للحفاظ على موقعهم في رئاسة الإتحاد. إذ تشمل تحالفاتهم في القرى والمدن التيار الوطني الحر تارةً، والقوات اللبنانية تارة أخرى، وأيضاً الحزب السوري القومي.

إن هذه التحالفات غالباً ما تُعتبر مصلحية، حيث يعمل آل المر على تأمين دعم القوى السياسية المختلفة في مقابل حماية المصالح الخاصة وتوسيع نطاق نفوذهم داخل المنطقة.

لكن إحدى النقاط المثيرة للجدل في هذا المشهد هي كيفية حماية ودعم الفاسدين للوصول إلى دوائر السلطة لتكون جزءاً من المشهد السياسي المحلي، فتكون هذه التحالفات لتحقيق مصالح شخصية قد تتقاطع مع مصالح بعض الأحزاب التي تدعي محاربة الفساد. وهذا ما يُعتبر نموذجًا على كيفية تحول السياسة المحلية إلى ميدان للصراع على السلطة والمكاسب الشخصية.

الانتخابات البلدية والاختيارية في قضاء المتن هذا العام تشكل معركة استراتيجية بالنسبة لجميع الأطراف السياسية، ويزداد الاهتمام بشكل خاص بالسيطرة على اتحاد البلديات، مما يعكس حجم التحديات والرهانات الكبيرة في هذا الاستحقاق الانتخابي، الذي سيشكل بلا شك نقطة فارقة في مستقبل المنطقة.