يطلّ علينا توم باراك كلّ بتصريحات قاسية تحمّل لبنان مسؤولية كل شيء: من تمويل “حزب الله” إلى تقاعس الدولة عن أي دور فعلي. كلمات باراك تبدو حادة، وكأن لبنان أصبح ملعبًا لتجارب ومواقف شخصية.
في المقابل، نجد ماركو روبيو في لقاء رسمي مع رئيس الجمهورية في نيويورك، يتحدث بلغة مختلفة تمامًا، أكثر تفهّمًا ومرونة، يستفسر عن الجيش ويجدّد دعم الإدارة الأميركية.
هنا تبرز عدة أسئلة جوهرية، لا يمكن تجاهلها:
هل باراك يتكلم باسم السياسة الأميركية الرسمية أم أنه يبتكر فرضيات ويُطلق تقييمات شخصية؟
هل الإدارة الأميركية تدرك كل ما يحصل في لبنان، أم أن تصريحات كهذه تصدر دون علم دقيق؟
لماذا نسمع من باراك لغة الاتهام والتشكيك، بينما يقدّم روبيو خطابًا أقل حدة وأكثر وضوحًا؟
هل الهدف من هذه التصريحات الإعلامية هو مجرّد الضغط على لبنان؟
وإذا كانت الإدارة الأميركية على اطلاع كامل، لماذا لا تُصحّح هذه التصريحات المضللة التي تُربك الداخل اللبناني؟
الدرس هنا واضح: ليس كل ما يُقال من الخارج يمثل سياسة رسمية، وليس كل صوت مسموع هو صوت الإدارة.
لبنان لا يحتاج إلى تضليل إعلامي أو صراع تصريحات، بل يحتاج إلى وضوح، وفهم حقيقي لما يحدث على الأرض، وحقائق تتوافق مع الواقع، لا مع فرضيات شخصية.