أطلقت اسرائيل في الثالث والعشرين من أيلول عدوانها الجوي الاوسع اي منذ أكثر من اربعين يوماً، دمرت خلاله غالبية قرى الحافة الأمامية تدميراً كاملا، ابتداءً من الضهيرة وحتى الخيام.

بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات التوغل و”التسلل” من بلدة مارون الراس قضاء بنت جبيل، لناحية منطقة جل الدير، حيث شهدت المنطقة، مواجهات ضارية وعنيفة، بين حزب الله، ووحدات إسرائيلية من قوة “إيغوز”.

عمليات التوغل الإسرائيلية، شملت كل محاور الحافة الأمامية، وفي كل محور، وخصوصاً في اللبونة – الناقورة، وراميا والقوزح وعيتا الشعب، ويارون وعيترون وبليدا وميس الجبل، وعديسة ومركبا وكفركلا ورب ثلاثين والطيبة ومحيبيب، كانت تجري مواجهات، وصلت إلى حد الإلتحام المباشر، لكن جنود الإحتلال نجحوا في اختراق القرى وتفجيرها عن بكرة ابيها، بحيث أصبح نحو 12 بلدة حدودية تحت سيطرتهم وبدأت اسرائيل بنقل فرقها العسكرية الى تلك البلدات تحضيرا لهجوم جديد.

تتبع اسرائيل استراتيجية التوغل بلدة بلدة، وعدم زج قواته دفعة واحدة، وهذا ما يفسر من جهة عجز المقاومة عن الدفاع من جهة، وعدم التقدم السريع ما تعول عليه المقاومة وتحاول استثماره كإنتصار بإنتظار انطلاق الضغط الدولي لوقف الحرب.

في حرب تموز بدأ التوغل البري بعد أقل من ساعتين على خطف الجنديين الإسرائيليين من خلة ورد في محيط عيتا الشعب، وصلت وحدات إسرائيلية خلال أقل من 33 يوماً، إلى عمق تجاوز الخمسة كيلومترات، حيث اجتازت وادي الحجير، نحو بلدتي فرون والغندورية، وإلى أطراف بيت ياحون ومنطقة شمع- البياضة، المطلة على مدينة صور .

أما في هذه الحرب فإن قوات الاحتلال، ومن خلال عمليات التدمير المتواصلة، والاغتيالات ومع مرور 40 يوما تمكنت من السيطرة على 12 بلدة وتتحضر للانطلاق منها الى الليطاني وهي تعمل ببطء شديد وكأنها متأكدة الا ضغوط دولية ستمارس عليها اقله في القريب العاجل.