كم من الاخطاء ترتكب بحق الوطن، وكم من جرائم تنفذ بغطاء سياسي، كم من مواد متفجرة عبرت اراضي لبنان لإغتيال افراد او شعوب، وكم من مواد فجرت للتغطية، وكم من شخصيات استشهدت وتم تجهيل الفاعل عن قصد، كم من انتقاص للسيادة الوطنية برر، وكم من شبكة اتصالات يفترض ان تمر، وكم من خطاب يفترض ان نسمع قبل ان يقتنع والي الزمان والمكان ان لا حياة له عندنا ولا مكان له بيننا.

شريط صور يمر من اغتيال المفتي حسن خالد الى اغتيال جو بجاني، كان سقوط هذا الكم من الشهداء ضروريا كي تنهار السيادة، التضحية بهذا الكم من البشر لا قيمة له امام المشروع المرتجى، كي تتحلل السيادة الوطنية ان لم تقضم يوميا؟ كيف تحدد الواجبات والبقع الجغرافية للقوى الامنية ان لم يغتال النقيب التيار سامر حنا؟ وكيف يتجرأ قادة لبنانيون على لجم حزب الله؟ وكيف وكيف…. لكن الاهم ان نستذكر ان كل تلك المخططات توقفت عبر عبوات ناسفة متجولة داخل الاحياء السكنية التي يفترض ان تكون آمنة.

نعم كبح حزب الله جماح اللبنانيين الراغبين في بناء دولة، وتلك الشخصية المحاطة بهالة القدسية باتت اقرب الى ابو محمد الجولاني منها الى ايمن الظواهري، روائح القتل والدماء والتصفيات تفوح من ذلك الوكر الذي بات اشبه بقندهار منه الى عاصمة على ضفاف المتوسط، خيارات خاطئة “ولو كنت اعلم” و”البقدونس عالبلكون” والايام المجيدة في غزوة 7 ايار وغيرها وغيرها من المشاهد السوداوية في مكان وما نمر به اليوم في مكان آخر.
استغل حزب الله قرار حكومة حسان دياب بعدم رفع الدعم، فملأ مستودعاته بالمواد الغذائية المدعومة، كما استغل غياب الدولة الكلي عن الحدود فأدخل مواد غذائية عبر المعابر غير الشرعية، كما استعمل مؤسسة الشهيد لادخال بعض السلع الغذائية عبر المعابر الشرعية، لان مؤسسة الشهيد معفاة من الضرائب الجمركية، اطلق حزب الله منظريه الاقتصاديين على الاعلام واغلبهم يتمحورون في مواطنون ومواطنات في دولة بقيادة شربل نحاس لشيطنة المصارف اللبنانية بهدف ضربها والغاء النظام المصرفي والتملص من الرقابة الغربية على حركة الاموال، يفتك حزب الله فتكا في المجتمع اللبناني وهدفه التوجه شرقا للاستمتاع بالرز بحليب ومعجون البندورة، للانسجام من القتل والذبح والتهجير والتغيير الديمغرافي.

اراد حزب الله افهام الجميع انه الاقوى داخليا في حين هو الاضعف، اراد ان يطمئن جمهوره ان الجوع لن يطالهم فوزع بطاقات سجاد على مناصريه حصرا، وما نتوقعه ان نصل الى تلك اللحظة التي هدد فيها نصرالله “من يجوعنا سنقتله”، نعم من يجوعنا سنقتله، لكن الا يعلم انه هو وحزبه من يجوعنا؟ الا يعلم ان لا دولة في العالم سيادتها منقوصة واقتصادها مدمر بسبب عدم الاستقرار العسكري، وفرص العمل معدومة لان رأس المال جبان وعدوه اللاستقرار؟