يصادف اليوم ذكرى انسحاب جيش الاحتلال السوري من لبنان، الذكرى هذه السنة مختلفة عن السنوات الماضية، في لبنان اليوم حراك شعبي من نوع مختلف يطالب بإنسحاب الحرس الثوري من لبنان، ولهذا الحراك دعم لبناني اغترابي كبير في عواصم القرار العالمية تطالب بوضع حد لانصار الحرس الثوري في لبنان.
بعد تحرير حزب الله الجنوب من العدو الاسرائيلي، شهد الحزب اجماعا وطنيا على دور لم يشهده اي حزب لبناني سابقا، لكن بعد خروج الجيش السوري من لبنان عمل حزب الله على ملئ الفراغ السياسي الذي خلفه الانسحاب.
تحالف رباعي، السير بالمحكمة الدولية، الدخول في الحكومات، تسمية الوزراء….. الخ وصولا إلى ورقة تفاهم مار مخايل مع التيار الوطني الحر وانغماسه اكثر في السياسة الداخلية.
شارك في جلسات الحوار الوطني وساهم في إعلان بعبدا (وأبرز بنوده النأي بالنفس) لكن دائما كان يعود الحزب لينقلب على كل ما سار به مستغلا لحظات سياسية معينة، ومن أبرز تبريرات الحزب خطاب امينه العام بعد حرب تموز واستعماله عبارة “لو كنت أعلم” مع ما تشير اليه من ندم.
لم يتردد رغم كل وعوده بعدم استعمال سلاحه في الداخل بإجتياح بيروت في ٧ أيار عسكريا بحجة “السلاح لحماية السلاح” وبعد سنوات عاد وذكر بتلك الغزوة ووصفها “باليوم المجيد”، انعكاس حزب الله في وحول السياسة الداخلية رفع عنه حالة الإجماع الوطني، وأصبح من يدعم خطه معظم الطبقة الشيعية نتيجة تحالفه مع حركة امل فضلا عن سرايا المقاومة العابرة للطوائف والتي كما يؤكد مطلعون استمراره مرتبط بحجم تدفق المساعدات الغذائية والمالية.
” التوجه شرقا والبقدونس عالبلكون” وغيرها من الشعارات الفارغة لا تغطي على مظلة التهريب التي يشرف عليها الحزب في مناطق نفوذه والتي سحبت كل السلع المدعومة من السوق اللبناني إلى السوري فضلا عن البنزين والدواء وغيرها.
قد تعتبر تجارة الممنوعات من كبتاغون وسواها إحدى أبرز وسائل تمويل الحزب، ومتى توقفت تلك التجارة او الصناعة تتوقف الإيرادات المالية وتتوقف الرواتب وتضعف خدمة مؤسساته المالية، من هنا يمكننا فهم اصرار الحزب على تصدير مخدرات إلى المملكة العربية السعودية وأوروبا لو مهما بلغت ردات الفعل، قيمة الصادرات الزراعية اللبنانية إلى الخليج لا تتخطى ٣٠٠ مليون دولار سنويا في حين إيرادات المخدرات قد تصل إلى ٤ او ٥ أضعاف.
مرة جديدة يدفع الشعب اللبناني ثمن خيار حزب الله، ولكنها ربما المرة الأولى التي تقطع تصرفات حزب الله الشك باليقين، الهالة القدسية والدينية وشعاراته المذهبية تحطمت أمام واقع ان الحزب منظمة ارهابية تعتمد على الممنوعات والمخدرات والتهريب للاستمرار شأنها شأن “ناركوس” أميركا اللاتينية او بعض المنظمات الإرهابية التي يجاهر الحزب بعدائه لخياراتها مثل القاعدة وداعش والنصرة….الخ والتي لا نستغرب ان يكون قتاله ضدهم تنافس على الاسواق لا أكثر.