في كل تفاصيل الحركة السياسية في البلاد، حزب الله الاقل قلقا والطرف الوحيد ربما الذي لا يشعر بخطر المجاعة على جمهوره، بطاقة “سجاد” وسواها تحمي جمهور “الاصفر” من اي خطر غذائي، لكن الخطر الحقيقي الذي يرتابه حزب الله انهيار حلفائه سيما المسيحيين منهم واندثار كتلهم النيابية وما تبقى لهم من اصوات تفضيلية تعجز عن ايصال 10 نواب مسيحيين لمن كان يوما يمثل 70 في المئة في بيئته.
كل استطلاعات الرأي وخصوصا الارقام الاخيرة التي نشرها ربيع الهبر مدير “ستاتيستكس ليبانون” تثبت وبالارقام ان التيار انخفضت شعبيته الى ما دون الـ 15 في المئة، وان دل هذا الامر على شيء يدل ان محور الممانعة في لبنان وفي افضل افضل ظروفه لن يتمكن مع كل حلفائه ومن جميع الطوائف من الفوز بثلث اعضاء مجلس النواب.
نعم وصل حزب الله الى الحكم، اكثرية نيابية ووزارية ورئيس جمهورية وقادة اجهزة امنية وشبكة كبيرة من المدراء العامين والعاملين في القطاع العام كل تلك الشبكة التي تذكرنا بـ” خواكيم آل شابو غوزمان” اكبر تجار المخدرات في المكسيك لم تصمد سوى ثلث ولاية رئاسية وانهار كل شيء.
المجتمع الدولي ابلغ من يعنيه الامر ان ارجاء الانتخابات مرفوض شكلا ومضمونا، ونتائج الانتخابات وفق استطلاعات الرأي تشير الى انهزام محور الممانعة، فهل يرضى ذلك المحور برئيس شيعي لمجلس النواب من خارج الثنائي؟ وان حصل اين يصرف حزب الله فائض القوة العسكرية لديه؟ هل نعود الى مسلسل الاغتيالات والتصفيات الجسدية؟ هل بإمكان حزب عقائدي كحزب الله ان يسلم بنتائج الانتخابات النيابية ويرضخ لحكم الاكثرية ويحترم نبذ الشعب اللبناني لمشروعه؟
اسئلة مشروعة والتساؤل حولها ايضا مشروع لان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، انهار حلفاء الحزب وهو نفسه سيخرج من الانتخابات النيابية المقبلة بـ “نوك آوت” هل سيسمح للثورة ان تحكم ام على الثوار تحسس رقابهم؟