ما أقذركم فعلًا لو قولًا. رائحتكم أبشع حتى من الضباع البرية. أخلاقكم أقرب من “بطن السقاية” على الأرض. كرامتكم انقرضت مع الديناصورات. شرفكم تبخّر تمامًا كما تبخرت ودائع اللبنانيين.
قبل الثورة والهيلا هو، لم يتمكن شباب لبنان من شراء منازل وتأسيس عائلة، فكيف بالحريّ اليوم؟ في الأساس، الشباب ثار على المنظومة، لأنه يريد الحياة وهي امتهنت حفظه في القبور، قبل الثورة، وأقصى ما وصل اليه الشباب هو اقتناء سيارة كورية من الشركة ليقودها لسنوات ويوفّر على نفسه ثمن صيانتها …. الخ، وهو اكتشف متأخرًا أنّ مع انتهاء فترة سداد قرض السيارة تكون الأخيرة قد أصبحت في خبر كان وهو بحاجة لسيارة جديدة.
في الآونة الاخيرة وعلى إحدى المحطات المحلية، وفي فقرة كنا ننتظرها للاطلاع على أحدث انواع السيارات، تفاجأنا بمخلوق آلي غريب عن المجتمع اللبناني، مخلوق داجن وأليف في الهند وسوريا وكوريا الشمالية وطهران، لكنه أشبه بمخلوق فضائي في لبنان. كنا نقود سيارة كورية ونجدّدها سنويًا حتى بات يعرض علينا قيادة دراجة بثلاثة إطارات يطلقون عليها اسم “توك توك”. لا يا ساسة لن نبدّل في نمط حياتنا لأنّ أحدًا ما في مكان ما، قرّر التوجه شرقًا وقطع الجسور مع أصدقاء لبنان الغربيين.
في العام 2019 وما قبل ارتضينا أن نقود سيارة كورية وليس أوروبية لأننا نريد بناء مستقبلنا.
في العام 2021 تريدوننا أن نتوجه شرقًا على “توك توك” وبلا قطع غيار وصيانة! وكلنا ثقة ان امثالكم في العام 2022 وبفضل رعونتكم ولاإنسانيتكم ستطلقون رحلات التوجه شرقا على البهائم والحمير، وربما هذا هو الحل الوحيد لان بلاد الشرق التي تهوون التوجه اليها بلاد خصبة ممتلئة بالشعير والتبن وتروق لكم، لكنها لن تروق لنا.