الدولة هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدّد ويخضعون لنظام سياسي معين متفق عليه في ما بينهم يتولى شؤون الدولة، وهي تشرف على أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية تهدف إلى تقدمها وازدهارها وتحسين مستوى حياة الأفراد فيها، وينقسم العالم إلى مجموعة كبيرة من الدول، وإن اختلفت أشكالها وأنظمتها السياسية.
الدولة تمثل الشعب في الصراعات بين الدول، والشعب ينتخب السلطة التي هي بدورها تعتبر مسؤولة عن شعبها وعن مصالحه وتحميه من الاعتداءات والعدوان… الخ.
  في لبنان وعلى اثر تخلي الدولة اللبنانية بكامل إرادتها عن رعاياها وأبنائها في جنوب لبنان، مع انطلاق الأحداث الدامية عشية 13 نيسان 1975، عادت هي نفسها بعد انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من الشريط الحدودي لمحاكمة أبنائها على خيارات كان يفترض بالدولة ان تقوم بها.
مجموعة من ضباط وعناصر الجيش اللبناني تُركوا لمصيرهم في ثكنة مرجعيون وسط الاعتداءات الفلسطينية المتكررة عليهم وغالبيتهم لسخرية القدر من شمال لبنان وتحديدًا من منطقة عكار، وسط كل الفوضى التي كانت سائدة وبعيدًا من تقييم الأفعال إن كانت على خطأ أو على صواب، الخلاصة شعب ترك لمصيره وطلب منه أن يُنظّم دولة ويُديرها، طلب منه أن يحمي المواطنين من الاعتداءات الفلسطينية، وقبل أن تسقط تهم العمالة عليه، على الدولة التي انسحبت من تلك البقعة الجغرافية وتخلت طوعًا عن جزء من سيادتها للفلسطينيين أن تحاكم نفسها أوّلا قبل محاكمتها لأبنائها، واليوم على تلك الدولة ان تستعيد رعاياها أيا كان رأي قوى الامر الواقع بهم لتستكمل سيادتها.