كما هو معرّف حسب المعجم العربي، واستنادا الى ما كنا ندرسُه في محور المهن في الصّفوف الابتدائية، الاسكافي، هو صاحب مهنة حرة وغالباً ما يكون رجلا، مهمته إصلاح الاحذية واعادة ترميها وهو معروف بالّلغة العاميّة بالـ “كندرجي”.
هذا التعريف وحتى هذه المهنة، شريحةٌ كبرى من المجتمع اللبناني لا تعرف او لم تسمع عنها شيئا، غالبية الجيل الجديد ولد على الرخاء ولم يضطر يوما الى ترميم حذائه. أن حاولت أن تخبر عن هذه الصنعة، لأخذ المستمع حديثك في سبيل الدعابة والمزح … فإصلاح الحذاء او ترميمه أضحوكةٌ للكثيرين لاننا اعتدنا على رمي الحذاء البالي وشراء حذاء جديد.
مع الغلاء المسيطر على مجتمعنا نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار باتت الأسعار باهظة خصوصا للعامل الذي يتقاضى اجره بالعملة الوطني، اضافة إلى طمع التجّار وجشع البائع وشّح السيولة من جيبة الشّاري، بحيث اصبحنا أمام صورة جديدة لم نشهدها من قبل: توفر العرض وغياب الطلب بسس عجز الشاري الحالم والمصدوم الذي اضحى الغائب الاساسي عن الاسواق التجارية.
نعم، مهنة الاسكافي ستعود لتفرض حالها وتستعيد مكانتها المميزةً بين المهن الصناعيّة، دون أي شك فالاسكافي سيصبح مقصداً لكثيرين بعد أن كاد مجهول الهوية ومنسي من قبل الطبقة الميسورة. كان مقصد الفقير، اليوم بات صديق الكبير كما الصغير بعد ان بتنا نعيش جميعا تعادلا اجتماعيا لم نشهده من قبل، فسعر الحذاء يوازن معاش اللبنانيّ، في حين إصلاح الحذاء الحلّ الوحيد لان الغني امواله مصادرة في المصارف والفقير بالاساس لا يملك الاموال واعتاد على زيارة الاسكافي دائما.
هل يبقي الاسكافي أسعاره مقبولة بعد ان ااهافت عليه الطلبت من كل حدب وصوب ام سيصيبه الجشع؟
جوزيان حداد