اعتذار الحريري متوقع ومنتظر، وهو فرصة لتكليف رئيس حكومة من خارج الطبقة السياسية بلا شروط وشروط مضادة. هو فرصة لإخراج البلد من عنق الزجاجة، وهو أثبت أنّ المنظومة الحاكمة بكل فئاتها لزوم ما لا يلزم، حتى المعارضة النيابية لا دور لها سوى اللوحات الزرقاء والحصانات.
يوم كُلّف الحريري كان الدولار أدنى من 10 آلاف ليرة ويوم الاعتذار الدولار في 20 ألف. من المسؤول عن عرقلة الحلول ومن المسؤول عن عدم تشكيل حكومة؟ اعتدنا في لبنان ان تطوى الصفحات مع غياب رموزها دون حساب أو مساءلة، لكن الان الوضع مختلف.
كم من عائلة تتضور جوعا بسبب ارتفاع الدولار، وكم من دواء مفقود، وكم من سلعة غذائية لا يمكنك شراؤها بعد اليوم؟ الكل يتحمل المسؤولية من رئيس الجمهورية الى الرئيس المكلف الى رئيس مجلس النواب والنواب جميعا، حتى من لم يكلف الحريري مسؤول، لأن لحضوره في مجلس النواب غطاء او مظلة لمنظومة حزب الله.
مجلس النواب اليوم غير ميثاقي، اعضاؤه لا يمثلون الطوائف اللبنانية مناصفة، ودعوة المجلس الى قرارات جديدة هو ايضا غير ميثاقي، الحل بالاستقالات، الحل بفرط مؤسسات الدولة او ما تبقى منها واعادة بناء الهيكل الوطني من اساسه، لا ثقة لنا بكم، ولا حلول عندكم لأزمتنا. إرحلوا قبل أن تستل السيوف.