اسس حزب الله في لبنان كإمتداد للثورة الاسلامية في ايران، سلح الحزب بحجة مقاومة الاعتداءات الاسرائيلية ظاهريا بينما السبب الاساسي للتسلح انتظار المهدي المنتظر وتجهيز جيش شيعي حتى تلك اللحظة لتشييع العالم.

عرف الحزب بالذكاء وبعد النظر، خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب لم يتدخل الحزب في السياسة الداخلية ترك الامر للسوريين، ترفع عن الصراعات الداخلية فحصن المقاومة وقدسها في النسيج اللبناني.
بعد الانسحاب الاسرائيلي وبعده السوري من لبنان، حاول الحزب ملئ الفراغ، وقع تفاهم مار مخايل مع التيار، وانطلق في مهمة تقويض كل من سعى لبناء دولة حقيقية، وافق على المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري ثم عاد وانقلب عليها، تعهد بلسان امينه العام بعدم الاقدام على اي اعمال عسكرية خلال صيف ٢٠٠٦ لكنه نكث بوعده فكانت حرب تموز.
تعهد بعدم استعمال سلاحه في الداخل لكنه استعمله في احداث ٧ ايار عند اقتحامه مناطق السنة والدروز في بيروت والجبل.
شارك في اتفاق الدوحة وابتكر فكرة الميثاقية والثلث المعطل وسواها من الشروط التعطيلية في البلد.
امتنع عن حضور جلسات انتخاب رئيس جمهورية حتى ضمن وصول حليفه ميشال عون رئيسا للجمهورية.
وبعد انطلاق ثورة ١٧ تشرين، رفض تسميتها ثورة واعتبرها حراك، ولم يتردد في ارسال المرتزقة الخاصة به لتحطيم مخيم الثوار في ساحة الشهداء، تسبب تحكم الحزب بمفاصل الدولة بأزمة مالية واقتصادية اضافة الى عزلة عربية ودولية، والان يصدح صوت امينه العام مستنكرا الحصار الدولي المفروض على اللبنانيين.

حزب الله جسم غريب في النسيج الاجتماعي اللبناني، حزب يمكن ايجاد قواسم مشتركة له مع النصرة والقاعدة وداعش اكثر من قواسم اختلاف، حزب عقائدي ديني يستند الى جناح عسكري حاضر دائما لتصفية كل شخصية تعترض طريقه.
لو قدر لجبران التويني وجورج حاوي ومحمد شطح البقاء على قيد الحياة الم يكن ذلك دفعا معنويا للثورة؟ الم يكن هؤلاء رأس حربة في مواجهة المشروع الفارسي؟
خلت الساحة اللبنانية من الشخصيات القيادية المعارضة لحزب ايران، حتى قادة الرأي تمت تصفيتهم كيف كانت لتكون افتتاحيات النهار بقلم سمير قصير؟
يرمي حزب الله التهم على الجميع ويحاول التملص من كل مسؤولية عما وصلت اليه الامور، وكل محاولة لاتهام الغرب بالحصار مردودة الى اصحابها، الحزب مصنف منظمة ارهابية دوليا وبالتالي لن تساعد تلك الدول لبنان بعد ان بات تحت حكم الارهاب.

حسن نصرالله بشخصه مسؤول عن الاوضاع التي وصلنا اليها، وتلك العمامة السوداء لا تحصن من يعتمرها، واللحية والكلمات الدينية لا تغفر للناطق بها المآسي التي يواجهها اللبناني بسبب حكم الغراب الاسود، غراب الموت والاغتيالات.