حددت وزارة الداخلية والبلديات تاريخ الأحد ٨ أيار ٢٠٢٢ موعداً لإجراء الانتخابات النيابية في لبنان. كما حددت الوزارة الأحد ٢٤ نيسان موعداً للانتخابات النيابية للبنانيين المقيمين في الدول الغربية والجمعة ٢٩ نيسان ٢٠٢٢ موعداً للانتخابات النيابية للبنانيين المقيمين في الدول العربية.
حتى اللحظة لا مؤشر على تعديل القانون الذي يقضي بزيادة ٦ مقاعد نيابية جديدة تتوزع على ستّ طوائف في أماكن الإنتشار، مما يمنع الناخب الُمغترب من الإقتراع لـ ١٢٨ مرشح في حال أراد الإقتراع في الخارج. من حق كل مغترب ان ينتخب ١٢٨ نائب وليس فقط ٦ نواب.
الشعب ملأ الساحات وسيملئ الصناديق، التغيير في لبنان آت عبر الانتخابات النيابية، لكن رغم كل القرارات يبقى السؤال الاهم: هل ستنظم الانتخابات في موعدها المحدد؟
الشعب يريد العيش في وطنه بكرامة، لكن بطبيعة الحال ليس مع منظومة فجرت العاصمة، وعطلت التحقيق والتدقيق، اخذوا ودائع الناس رهينة ويتصرفون بها على هواهم… البعض يعتبر الانقلاب الشعبي حلا وينتظر امتلاء الشوارع بالمظاهرات، والبعض آماله معلقة بالجزمة العسكرية ويعتبرها قادرة على الاطاحة بكل شيء، فيما البعض الاخر عيونه على الخارج ويترقب الاساطيل العسكرية الغربية ويعتبرها حج خلاصه، والاقل تفاؤلا منهم يتوقع قرارا دوليا شبيه بالقرار 1559 يعين خلط الاوراق فتسحب ايران ميليشياتها ونفوذها من بلاد الارز، لكن الرهان الحقيقي يبقى على الارادة الشعبية في التغيير والتي ستترجم لا محالة في صناديق الاقتراع، اي حلول محليو او دولية لا بد ان “تتأرش” في مجلس النواب، وبالتالي المعركة اليوم تتمحور على من سيسيطر على المجلس النيابي في الانتخابات المقبلة.
هل هناك حقيقةً انتخابات بظل وجود سلاح غير شرعي في لبنان؟ هل هناك انتخابات في ظل انتشار فساد السلطة السياسي، المالي والتمويل الاجنبي؟ هل هناك انتخابات في ظل وجود ضغوط وسياسة شراء الهواء الاعلامي؟
اثبتت حركة ١٧ تشرين ان المشهد اختلف كليا وبالتالي النتائج ستكون مختلفة ايضا، الثورة حققت انتصارات ساحقة في بنقابتي المحاميين والمهندسين وفي الانتخابات الطالبية. الانتخابات محطة من محطات المحاسبة، ومهما تأخر الشعب في الاستيقاظ لا بد ان يفيق ويحاسب.
الذل قاتل، والذي يقبل المذلة مواطن متخاذل لا كرامة لديه. من يتاجر بكرامة اللبنانيين لمصلحته الشخصية لا مشكلة لديه بقتل شعبه. ولمن يهتف “بالروح بالدم” لمن سرق المال والكرامة وحطم العنفوان وصلابة الارادة، وجعنا وجعكم وثورتنا لنا ولكم ولو انكم لا ترون ابعادها.
مصير لبنان ومستقبل شعبه بيد الناخبين اللبنانيين من كافة انحاء العالم، القرار الحقيقي داخل صناديق الاقتراع ووقفة الضمير خلف الستار العازل. عاجلاً ام اجلاً الانتخابات آتية والمواطن والقلم والضمير امام امتحان الكرامة الحقيقي.
كارن واكيم