منذ بداية الحزب في ثمانينات القرن الماضي وظهوره المسلح الاول في بلدة مغدوشة، يستمر حزب الله حركة دينية تتمدد في لبنان وتبسط نفوذها وتفرض سطوتها وتحدد الممنوع والمسموح وتوزع كوادرها في كل ادارة من ادارات الدولة لتعطيل ما تبقى.
ظن حزب الله نفسه الاذكى في لبنان، واولى مظاهر الذكاء تجسدت مع بدء تنفيذ اتفاق الطائف ببنده الاساس الغاء الميليشيات وتسليم سلاحها، فإبتكر مقولة حزب الله مقاومة وليس ميليشيا، تمسك بسلاحه، تحالف مع حركة امل لاقفال منطقتي الجنوب والبقاع الشمالي بوجه كل التيارات المعادية، ولم يتردد بتصفية كادرات الحزب الشيوعي جسديا.
قضى على الشخصيات الشيعية المستقلة، ومع اول انتخابات نيابية اجبر رئيس مجلس النواب حسين الحسيني على التنحي وتفرد مع حركة امل بتمثيل الشيعة في الدولة، وتمثيلهم دينيا بعد السيطرة على المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وصولا الى الحملة الشعواء التي يشنها على المفتي علي الامين.
دخل الحزب بثقله شريكا مضاربا للدولة في ما يتعلق بمسألة سيادة الدولة، كلف نفسه مهمة الدفاع والتصدي للعدو الاسرائيلي وفي العام 2006 لم يتردد في انتزاع مهمة الهجوم، مد شبكة اتصالاته في كل لبنان دون معارضة بإستثناء بلدة ترشيش التي منعت مرورها.
ركب نظام اقتصادي خاص به فأصبح ثمن اي سلعة في معقله في الضاحية الجنوبية ارخص من اي منطقة اخرى وربما ارخص من كلفتها عند الكفيل، والسبب لان الحزب يدخل بضائعه تحت عنوان المجلس الشيعي الاعلى المعفى من الضرائب الجمركية.
اسس ميليشياته الخاصة في كل مذهب واطلق عليها اسم “سرايا المقاومة”، واذا اراد الحزب “تهذيب” شخصية ما او مذهب ما يطلق العنان لقتلته المأجورين في تلك الطائفة فيصبح الصراع ضمن الطائفة الواحدة لا صراعا مذهبيا، ونذكر على سبيل المثال حزب التوحيد ولعض المجموعات من التيار الوطني الحر التي دربها في مخيمات البقاع خاصة بعد النتائج الكارثية لثلثاء الاسود، وبعض المجوعات السنية التي تأتمر بشخصيات مقربة منه في بيروت وطرابلس والبقاع الاوسط امثال العميد حمدان.
سيطر على وزارة الزراعة لسنوات بحجة دعم المزارعين الشيعة وتأمين الامن الغذائي لطائفته، كما سيطر على وزارة الصحة لتطوير المستشفيات في مناطقه وفضائح دعم تلك المستشفيات بمليارات الليرات سنويا كانت الشغل الشغل للاعلام اللبناني قبل ان ينكفىء عنها.
واليوم وبكل وقاحة يسعى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة لمجلس النواب لالغاء الوكالات الحصرية التي يملكها في اغلبها شخصيات مسيحية وسنية ودرزية تمهيدا لسيطرة ابناء طائفته على وكالات حصرية من نوع جديد متى توجهنا شرقا.
مخطط حزب الله مستمر للسيطرة على لبنان وعنوان المرحلة المقبلة تقويض الاقتصاد قبل لاسيطرة عليه خصوصا في ظل التغيرات الاجتماعية الكبيرة التي نمر بها بسبب الازمة الاقتصادية. بعد سيطرته على الامن والجيش والسيادة عينه اليوم على الاقتصاد ومؤسساته، خصوصا بعد وضع يده على سياسة الدولة الخارجية وتحديده العدو من الصديق، من هنا الافعى التي كنا نقاتلها برأس واحد باتت وحشا بعدة رؤوس.