استقبلت صهاريج المحروقات الايرانية بأعلام ايرانيّة ولافتات “شكراً سوريا الأسد” و”من انتصار الى انتصار”، ونثر الأرزّ، هذا شعبيا اما رسميا فأول الغيث من وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية متناسياً ان تلك الصهاريج تهدد لبنان قانونياً ودولياً التي ستضعنا تحت سيف العقوبات الدولية بخرقنا لقانون قيصر.

جمهور حزب الله إعتبرها قوافل “العزّ” و”الوعد الصادق” و”النصر”، وتلك القوافل لن تصل الى بيروت في القريب العاجل بل ستخزن في بعلبك قبل ان يعاد توزيعها وفق الآلية التي حدّدها امين عام حزب الله وفق الأولويّة للقطاعات الحيويّة كالأفران والمستشفيات والبلديات، وربما تقصد عدم ذكر ثمنها في المحطّات.

المحروقات المستوردة لن توفر استقراراً للوضع لكنها ستزيد الوضع سوءاً مع ازدياد الحصار الدولي على لبنان. الدولة اللبنانية حتى الساعة لم تشرف من خلال الجمارك على حجم المحروقات ولم تتقاضى رسومها الجمركية كما ولم تشرف الدولة على نوعية المحروقات المستوردة وهل تراعي المعايير التي كانت تعتمدها الدولة سابقا.

المشهد الملفت ان وسائل الاعلام لم تحدد الطريق التي سلكتها القوافل ولم نعلم ان دخلت من خلال المعابر الشرعية او غير الشرعية، ولو ان الجيش اللبناني داهم تلك القوافل لافضى رونق استعادة السيادة ولشعرنا فعلا اننا في جمهورية وليس مزرعة.

على الحكومة بدء بالاصلاحات واطلاق العنان لاستعادة السيادة المنقوصة من خلال ضبط المعابر الشرعية وغير الشرعية، وتعزيز الرقابة في جميع المرافق العامة…، على الحكومة ان تثبت للرأي العام انها ليست كسابقاتها وهي حكومة تستحق ان تعطى فرصة ولو انها بنظرنا امتداد لحكم المنظومة العاجزة والمجرمة.

كارن واكيم