نعم وصل الصهريج، وصلت المحروقات الايرانية بعد طول انتظار. يعم الفرح قلوبنا في حين صدور البعض عارمة بالانجاز، بينما السيادة الوطنية تطأطىء رأسها خجلها بعد ان اغتصبها مرة جديدة الغراب الاسود.
نعم في لبنان الغربان تغتصب، والاغتصاب من يوميات وادبيات محور اوصله خطأ طبيب الى الحكم في لبنان. لم يشبع غروره في نحر السيادة بل امعن في الآونة الاخيرة في اغتصابها بوحشية.
مديرية الجمارك وبعد ان تسبب انكفاؤها القسري في مرفأ بيروت الى انفجار، تعود وتنكفىء مرة جديدة على الحدود اللبنانية السورية، وكأن تفوضا ما قد صدر من سرداب ما اوكل تلك المهمة الى الصيصان الصفراء.
حججهم واهية، لا حصار على لبنان، انما نحن أنفقنا دولاراتنا في الفساد والنهب وتهريبها الى الخارج فضلا عن تهريب السلع المدعومة الى سوريا وبتنا في وضع لا نحسد عليه. لكن كل ما جرى وسيجري لنا خطة محكمة نصب اشراكها الغراب الاسود عينه، الغراب المغتصب.
بعد صرفنا للأموال، وبعد ان ساعدنا الغراب في صرفها، يطرح نفسه اليوم صاحب الحلول السحرية، وهو بذلك في نظر البعض، في ايران ثروة نفطية محترمة ولكن العقوبات الدولية عليها تمنعها من بيعها، فتشحنها الى سوريا التي تدخلها بدورها الى لبنان محروسة بأجنحة الغربان السود لتباع في الداخل ويأخذ الغراب الاسود ثمنها ليدفع بموجبها مصاريف ميليشيات القتل والتفجير والاغتيال من المحيط الى الخليج.
نعم نجحت في استيراد المحروقات ونصبت نفسك منقذ الجمهورية بعد ان كنت مغتصبها، ولكن ماذا ستفعل بالدواء والغذاء؟ وقطع غيار السيارات والانترنت وماذا عن السيغار والويسكي والفودكا والكومبيوترات وغيرها من الامور التي هي غير متوفرة في بلاد فارس؟
وصل الصهريج فرح غربانك السود مصاصو الدماء، ولكن في البلد عينه وفي شوارع عديدة كثر التهريج، وبعد ان كانت تلك الشوارع تردد نصرك هز الدنيا اصبحت تهتف خصرك هز الدنيا، وبعد ان كانت تلك الشوارع تناصرك باتت تشتم كل غراب.