بدأت التحركات الاحتجاجية ربطا بأزمة النفايات التي ملأت شوارع بيروت عام 2015، وبرزت حركة “طلعت ريحتكم” كأبرز محرك للاحتجاجات في الشارع بالتزامن مع حراك كتلة الكتائب في مجلس النواب والطعن الذي تقدمت به الى مجلس شورى الدولة بحق شركة “سوكلين” وبعدها اعلنوا اعتصامهم المفتوح من امام مكب برج حمود مانعين طمر النفايات فيه وصولا الى اعلان الحزب استقالته من حكومة تمام سلام.
مجموعة “طلعت ريحتكم” غالبية اعضائها من احزاب البعث والشيوعي والقومي فضلا عن بعض “الحردانين” من الثنائي الشيعي وبرز منهم واصف حركة ونعمت بدر الدين، مع انطلاق ثورة 17 تشرين انفخت دف المجموعة وتفرق عشاقها لتبقى صفحتها على التواصل الاجتماعي تدار من قبل بعض الاشخاص الذين يصبون حقدهم على الوراثة السياسية وغيرها من الامور التي تعيد الى الاذهان مشاهد الحرب اللبنانية.
انقسمت “طلعت ريحتكم”وتغلغل اعضاؤها في مجموعات الثورة فأسس واصف حركة “المرصد الشعبي لمكافحة الفساد” ومجموعة تعرف بـ “لحقي” والبعض الاخر انضم الى الوزير العوني السابق شربل نحاس مستشار رئيس الجمهورية الاسبق اميل لحود في تأسيس “مواطنون مواطنات في دولة” وغيرها من المجموعات في حين تكتلت مجموعات الثورة جبهات واحزاب وكتل ابرزها “جبهة المعارضة”.
يستغل حزب الله ومن خلفه احزاب المنظومة المجموعات المنبثقة من “طلعت ريحتكم” لشن هجمات اشبه “بالاغتيال السياسي المعنوي” على جبهة المعارضة ولا يفوت هؤلاء اي فرصة لتشويه صورتهم مدعين حصرية “النقاء الثوري” وان ما تبقى هم ازلام السلطة، هذا الجمهور يأتي من خلفية اجتماعية سياسية تدعم محور الممانعة ولا تعترض على السيادة المنقوصة الا كلاميا ونادرا، هذه المجموعة هي حصان طروادة الثورة الذي سيفتح صناديق الاقتراع لفوز المنظومة من خلال تشتيت الحواصل الانتخابية.
في المقابل اعتمدت “جبهة المعارضة” عدم رد الهجمات صونا لوحدة الصف وطمعا بلوائح موحدة بوجه اركان المنظومة حتى قطع الشك باليقين وتأكدت الجبهة ان لعبة هؤلاء مريبة ولديها اجندات سياسية مستترة وربما تحركها اجهزة امنية لضرب الثورة خدمة للاحزاب الستة.
بالامس وفي حلقة صار الوقت مع مارسيل غانم تعرض الناشط واصف الحركة الى قصف مركز من قبل الصحافي طوني ابي نجم، فإنهارت الدفاعات وازيلت الدشم وهرب العسكر وسقطت الجبهة ليتبين ان مشروع واصف وامثاله مشروع فارغ لا حجج كافية لاقناع الرأي العام، مواقفهم السيادية في مسألة السلاح اقل من خجولة لا بل يفضل هؤلاء عدم التطرق الى المسألة من الاساس واذا ما اضطروا لمقاربتها يقاربونها بهشاشة، يبقى السؤال الاهم لماذا انطلق هذا الجدال بين المجموعتين الثوريتين مؤخرا؟
في معلومات خاصة لموقعنا طلب المتمولون اللبنانيون في الاغتراب الموالون لمجموعة “نحو الوطن” التي تدعم واصف ومجموعته ان يتفقوا مع مجموعة “كلنا ارادة” التي تدعم جبهة المعارضة، على لوائح انتخابية واحدة وموحدة لخوض الانتخابات، لكن “نحو الوطن” استمرت في المراوغة والمناورة ما اجبر رجال الاعمال الداعمين لها الى وقف دعمهم وهو ما تبلغته شخصيا شانتال سركيس، واللقاءات والاجتماعات بدأت مع “كلنا ارادة” التي ستنال دعم المغتربين منفردة. سبب انسحاب الغطاء الاغترابي المالي الى انسحاب الكتلة الوطنية من “نحو الوطن” ومجموعة منتشرين وغيرهم والتنسيق مستمر لانسحاب مجموعات اخرى.
بعد وصول الخبر الى واصف ومجموعته بدأوا بوضع العراقيل على التحالف المرتقب في نقابة المحامين على جبهة المعارضة حتى وصل الامر الى الانفصال التام ما يعني ان فرصة المنظومة لاستعادة النقابة من الثوار بات على قاب قوسين او ادنى.
للقراء الاحباء لا تتدخلوا في التفاصيل، راقبوا بدقة ولوائح الثورة التي لديها الفرص الاكبر للفوز بوجه المنظومة ادعموها، ولا تقترعوا لا لحزب الله وحلفائه الحزبيين ولا لحلفائه الثوريين، معركتنا سيادية قبل ان تكون معركة مكافحة فساد وسرقة، ما ان يرمى السلاح جانبا ببساطة يتوقف الضغط على القضاء كما حصل بين القاضي البيطار ووفيق صفا وينطلق مسار الاصلاح والمحاسبة ولا توقفه حواجز الميليشيات الارهابية على الطريق.