منذ السابع من أيار ٢٠٠٨ مروراً بما يعرف بظاهرة القمصان السود ٢٠١١، أي منذ تكريس معادلة فائض القوّة عند حزب الله، إعتاد جمهور الثنائي الشيعي بشكل عام وجمهور حزب الله بشكل خاص على إقتحام الأحياء والساحات بالشبيحة على دراجاتهم النارية صارخين شيعة شيعة شيعة، محطّمين كلّ ما يظهر في طريقهم من حجر وبشر، محال وسيارات وواجهات أبنية سكنيّة ومحال تجارية.. كما حصل في وسط بيروت مرارا.

لكن ما بات جلياً بعد أحداث خلدة وعين الرمانة، ونرجو أن يكون قد أصبح مفهوماً وواضحا لدى قيادة الحزب والحركة … ان مفاعيل السابع من أيار قد إنتهت.

منذ بضعة أشهر في خلدة، وبعد إتصالات جرت بين فعاليات الحزب والعشائر العربية، جرى الإتفاق على تمرير جنازة علي شبلي من المنطقة مرور الكرام، وإستيعاب وجود أعلام وشعارات حزبية، لكن ما لم يتم الإتفاق عليه هو إعتداء المشيّعين على حرمة الأهالي وصور شهدائهم. بعد إعتداء المشيّعين على صورة الطفل حسن غصن.  سقط لحزب الله ٥ قتلى يومها إضافة إلى علي شبلي.

فوجئ يومها حزب الله، فهو الحزب الإلهي اللذي يملك فائض القوة، إعتاد أن يعتدي ويمزّق ويكسّر ويهتف دون أي ردّ من الشوارع المقابلة نتيجة ما زرعه بين الـ ٢٠٠٨ والـ ٢٠١١. توهم أنه بإستطاعته الإستمرار والتمادي بإعتداءاله على الجميع، لكنّ حساباته خاطئة.

بعد حادثة خلدة، كان على الحزب أن يعترف أنه لم يعد بإستطاعته إرهاب الناس، لكن حالة الإنكار سيطرت على ذهنيّته، وإعتبروا أن ما حصل في خلدة قد مرّ، وأن معادلة فائض القوّة اللتي كرسّها لها مفعول طويل الأمد، وقدرنه على قلب موازين القوى داخليا لن تتوقف.

عاكس مسار التحقيق الذي بدأه القاضي صوان واجبره على التنحي، ووافق على تعيين القاضي البيطار الذي سلك المسار القضائي الذي اعتمده سلفه، لكن على ما يبدو هذا المسار القضائي بالتحديد لا يريده حزب الله، فعمد ايضا الى معاكسة التحقيق وصولا الى المطالبة بتنحيه ايضا، نظم مظاهرة مع حركة امل بإتجاه قصر العدل طلبا لإقالة القاضي البيطار، وقيل ايضا ان المظاهرة سينفذها مجموعة من المثقفين لنتفاجأ جميعا ان هؤلاء اقتحموا ازقة بدارو وبدأوا بالتكسير والاعتداء على الاملاك فتصدى لهم ابناء المنطقة وعالجوا المعتدين بالرصاص، وربما هي اللغة الوحيدة التي يفهما اصحاب السوابق فحدث ما حدث وسقط ضحايا وجرحى.

لم يتربّى هذا الثنائي ولم يستخلص العبر من حادثة خلدة، فأعاد الكرّة في عين الرمّانة وسقط لهم 7 قتلى مجدّداً.

ما حصل في كلتا الحالتين، هو دفاع مشروع عن النفس في منطقتين مختلفتين وليسا كمينيْن كما يروّج بيان الثنائي.

بعد اليوم، لن يستطيع جمهور الثنائي الإعتداء على أملاك الناس وحرمة منازلهم وسياراتهم وأبنيتهم ومحالهم وشوارعهم تحت أعين المؤسسات الأمنية الحاضرة الغائبة دون أي ردّ أو دفاع مشروع. هذه هي المعادلة  الجديدة.

علّك تعتبر يا سيّد أن مفاعيل السابع من أيار expired

علّك تعتبر قبل أن يسقط لك قتلى جدد من “الأوادم حملة العصيّ والـ آر بي جي”

حالة الإنكار اللتي تعتريك .. هي وحدها مسؤولة عن دمائهم

يبدو أنك ختيرت يا سيّد

حساباتك بلّشت تخربط

وشبابك يدفعون الأثمان الباهظة في وطنهم بعد ان كانوا يدفعونها في بلدان مجاورة.

في الخلاصة تدخل الجيش لوقف الاشتباك بين الطرفين وانتهى النهار الطويل الذي حبس انفاس الجميع، هدد بإجتياح المنطقة ليلا ولكن شيئا لم يحدث سوى ان حصرية اطلاق النار لم تبق حكرا على طرف، ومفعول ذلك اليوم “المجيد” في 7 ايار كما وصفه حسن نصرالله انتهى.

طارق الشريف