فيما تتخبط الطبقة السياسة في تحديد موعد الانتخابات النيابية وتختلق الاعذار لتأجيلها، اختار شباب لبنان التفوق على اركان المنظومة كعادتهم، ونظموا انتخابات اعتبرت كبرلمان ظل.

نظم العملية الانتخابية مركز رشاد للحوكمة الثقافية في مؤسسة  Adyan تحت اشراف مؤسسةLADE. اثبتت النتائج ان لبنان امام ظاهرة انتخابية من نوع جديد، تجربة شبابية انتخابية بعنوان “القادة الشباب من أجل السياسة الغير طائفية في لبنان”.

 ٦٤ شاب وشابة يشكلون اليوم نواة البرلمان هدفهم مراقبة اداء البرلمان الرسمي ومحاسبته بهدف تشجيع الشباب للانخراط في العمل السياسي وتشريع القوانين وضغط باتجاه اقرارها.

 المشروع يشكل فرصة للشباب ما بين ١٨-٣٥ لاختبار تجربة الانتخابات والحياة السياسية خارج القيد الطائفي، بهدف رد الاعتبار للفئة الشبابية وانعاش املهم بتغيير من خلال الاستحقاقات الانتخابية.

القانون الذي على أساسه خاض الشباب المعركة الانتخابية يجمع ما بين الاكثري والنسبي، يستند الى مشروع متكامل في شروط :

     – الترشح والاقتراع

     – المهل الزمنية

     – التقسيمات الانتخابية

     – الدوائر

     – تسجيل الناخبين عبر المواقع الالكتروني الخاص بالمشروع

لان جيل الشباب بمعظمه تخلى عن احزاب المنظومة ولجأ الى احزاب جديدة ومجموعات ثورية معارضة، تضمن القانون مجموعة من الإصلاحات ابرزها:

     – الغاء القيد الطائفي

     – تخفيض سن الاقتراع الى ١٨ سنة

     – سماح بالترشح لكل شخص والدته لبنانية

     – التصويت الكترونياً او حضورياً

برلمان الشباب يجسد أجمل صورة لبناء لبنان جديد يطمح اليه كل شاب هاجر بحثا عن مستقبل افضل وامان واستقرار. شريحة من شباب لبنان تجمعوا من مختلف المناطق والطوائف تحت لائحة مستقلين بوجه لوائح مدعومة من احزاب المنظومة.

انقسمت اللوائح الى ٣ فئات متنافسة إضافة الى بعض الشخصيات المنفردة:

     – لائحة البرلمان للناس

     – لائحة الشباب صناع التغيير

     – لائحة معاً نبني

وفقاً للقانون المعتمد، المختلط خارج القيد الطائفي، فاز ٢٢ مرشحاً من اللوائح و٤٢ مرشحاً من المنفردين.

الصبغة الحزبية لم تغب عن الانتخابات بمشاركة شخصيات منتمية لبعض احزاب السلطة. فهل تركب احزاب المنظومة موجة التحرك الشبابي وتبسط سيطرتها على برلمان الظل كما تفعل في البرلمان الحقيقي؟

نظرة سريعة على التحالفات قد يعتبرها البعض مؤشرا او دليلا على كيفية تأقلم احزاب المنظومة ونكيفها مع التطورات السياسية في البلد.

     – لائحة ”الشباب صناع التغيير“ ضمت مستقلين وشباب من تيار المستقبل

     – لائحة ”معاً نبني“ ضمت مستقلين وشباب من القوات اللبنانية، الاشتراكي، حركة امل وحزب الوطنيين الاحرار

     – لائحة ”البرلمان للناس“ ضمت شبان من المجموعات التغييرية مثل لحقي، منتشرين، المرصد الشعبي، بيروت مدينتي وتحالف وطني.

لأول مرة في لبنان أصبح لدينا برلمان ظل مؤلف من شابات وشباب يحلمون بمستقبل سياسي أفضل يراعي تطلعاتهم بعيداً عن سياسة اليأس التي تدمر احلامهم. الشباب عبروا عن آرائهم في انتخابات الامس التي افضت الى فوز مجموعات الثورة باغلبية مقاعد برلمان الظل.

يبقى الامل ان تترجم كل الحالة الاعتراضية في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية القادمة الذي بإمكانها ان ترتكز على المزاج الشعبي الذي تجلى في كل الاستحقاقات الانتخابية  من انتخابات نقابة المحامين الى الانتخابات الطالبية الى النقابة تنتفض وصولا الى انتصار الامس.