في الداخل اللبناني، الشعب لبناني المقيم رهينة تتحكم به المافيا والميليشيا ويعيش في فقر وجوع ولكن هناك مليون ناخب في الاغتراب متحرر من سلطة المافيا والميليشيا المباشرة لانه مقيم في الخارج.
بعد ٤ ايام اي في ٢٠ تشرين الثاني، يقفل باب التسجيل امام اقتراع المغتربين، لهذا الحدث انعكاس جذري في مجرايات الانتخابات.
نحنا ندرك ان المنظومة السياسية تعمل كل جهدها لاقصاء المغتربين والسلطة خائفة من اصوات الاغتراب مثلا:
– جبران باسيل ناضل ٤ سنوات موصفا المغتربين بالمنتشرين قائلاً في ٣١ تموز ٢٠١٩ : ”اقصدوا المنتشرين من اصل لبناني وبلّغوهم انهم قادرون على استعادة جنسيتهم اللبنانية. شجعوا اللبنانيين المنتشرين على المشاركة في الانتخابات والانخراط بحياة الوطن…“ . طيلة فترة توليه وزارة الخارجية اصر على انهم منتشرين وليسوا مغتربين وقد حصر ممثليهم بـ ٦ نواب فقط.
– حزب الله لا يريد للمغتربين اللبنانيين المشاركة بعملية الاقتراع تحت حجة ان الحزب غير قادر على تنظيم حملة انتخابية في الخارج.
السلطة لا تريد اشراك المغتربين بتلك العملية الديمقراطية لانها على معرفة بمدى تأثير الاغتراب على نتائج الانتخابات.
لكن الشعب اللبناني المقيم يناضل من اجل التغيير ولم يستسلم وهو بحاجة الى اصواتكم ومشاركتكم اكثر من اي انتخابات سابقة لاننا نعتبر نفسنا رهائن في الداخل.
المغتربين عددهم مليون ناخب، لبنان اكبر دولة في العالم لديها مغتربين. ودور المغتربين في الانتخابات رقمياً لديه دلالة مرتفعة. حتى الساعة، تسجل اكثر من ١٣٨،٠٠٠ مغترب ومغتربة، الرقم يجب ان يرتفع قبل ٢٠ الشهر. اذا تسجل ٢٥٠،٠٠٠ مغترب وتم تصويت فقط ١٨٠،٠٠٠ مغترب لمرشحين تغييرين هذه الاصوات دون اصوات الداخل بامكانهم ايصال ١٨ نائب تغييري. النائب في لبنان بحاجة لـ ١٠،٠٠٠ صوت تفضيلي ليتمكن من الحصول على حاصل بناءً على تجربة انتخابات ٢٠١٨. المغتربين بامكانهم اختيار ما يوازي ١٨ نائب بمجلس النواب، هذا يعني ان المغترب بامكانه ان يؤمن اكبر كتلة تغييرية.
اهم ٣ اسباب لضرورة اقتراع المغتربين:

١- نجاح دور الاغتراب بـ ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ حيث اثبت وجوده مما ادى الى ضخامة المشهد وشكل عامل ضغط على المنظومة داخلياً ودولياً، لذالك يجب حصد نتيجته عبر الانتخابات والمشاركة الاغترابية. لاول مرة في تاريخ لبنان، تم تشكيل شبكات اتصال وتنظيم وتنسيق بين لبنانيين ولبنانيات في الاغتراب، وهي قادرة علي حشد اصوات لخوض معركة انتخابية منظمة ضد النظام الذي كان سبب تهجيركم. مظاهرات الاغتراب كانت مستمرة حول العالم نجحت في متابعة الثورة في الداخل ودعمتها. كلنا نتذكر مشهد اقتحام السفارات والقنصليات وتحطيم صور رئيس الجمهورية، ان هذا العمل بطولي لذلك يجب العمل على تعليق صور ورموز السلطة على سفارات العالم كونهم مجرمين بعد انفجار ٤ آب.
المغتربين هم صناع العمل الجبار اثبتوا ابداعهم وكانوا عصب اساسي باهم معركة تغيير في لبنان ولكن هذه المعركة في حال لم تترجم باصوات في الانتخابات نتيجتها الزوال.
٢- رحلوكم من بلدكم
يضاف على المغتربين المجتمعين في ثورة ١٧ تشرين، موجة جديدة وكبيرة من اللبنانيين من كل الفئات و الاعمار، غادرت البلاد في آخر سنتين، موجة بدأت في ٢٠١٩ وتفاقمت في منتصف ٢٠٢٠ بعد انفجار بيروت. انتم لم تهاجروا انما هجرتوا من بلدكم. كل شخص لديه حكاية وجع تروي كيف تهجر واجبر على المغادرة. كل هذا الوجع الذي يعاني منه كل شخص غادر عن غير ارادة، هناك شخص في المنظومة اختصره بجملة للتاريخ اسمه ميشال عون حيث صرح ”اذا ما عندن اوادم بهيدي الدولة يروحوا يهاجروا“. هذه اللحظة التي افتتحت المرحلة الثالثة للهجرة في لبنان. بحسب مرصد الازمة في الجامعة الاميركية في بيروت، لبنان يشهد ثالث مرحلة هجرة في لبنان وهي الاكبر في تاريخه بعد المرحلة الاولى التي تلت الحرب العالمية الاولى والموجة الثانية بعد الحرب اللبنانية. الدارسة تؤكد ان ٧٧٪ من الشباب يفكرون بالهجرة. القصة ليست هجرة انما تهجير ممنهج لان الرئيس طرد شعبه. هجركم، اخذوا اموالكم وليس بامكان الاهل دفع الاقساط الجامعية لاولادهم، لذلك الانتخابات لكم من اجل الانتقام لان معظمكم فقد الامل المطلوب ليس فقط الامل بالتغيير انما الانتقام. صوتكم يجب ان يكون بوجه سلطة ومنظومة القتل وهي رسالة نارية تزعزع النظام باكمله وترسم بداية لافق جديد. اننا صامدون في الداخل والمطلوب منكم ان تكونوا مقاومون من الخارج.
٣- تهديدكم في الخارج بسبب سياسات خارجية
اقتراع المغتربين لا ينقذ المقيمين فقط انما ينقذكم ايها المغتربين. انتم مشروع ضحايا ورهينة النظام. هذا النظام حول جواز السفر اللبناني الى تهمة ”انكم لبنانيين“. مثلاً، في الخليج بسبب استهتار المنظومة داخلياً وفظاعات اختراعاتها يجعل من المغتربين رهائن دائمين لان كل بضعة اشهر وزير ام مسؤول يصرح مما يضع اللبناني المقيم في الخليج بوضع رعب متواصل. لدينا ٢٠٠،٠٠٠ لبناني يعمل في المملكة العربية السعودية وتصاريح وزير خارجية حالي وسابق هدد وجودهم. التصريح ليس اعتداء على السعودية انما اعتداء على المغترب اللبناني. دولتنا تنفر بلاد العالم من شعبها اللبناني مما يؤدي الى موجة الترحيل من بلاد الخليج الذي بدأت منذ ٥ سنوات.
وزير الخارجية شربل وهبي صرح ”الدواعش اتت بهم دول اهل المحبة والصداقة والاخوة“ ومن ثم وزير خارجية عبدالله بو حبيب الذي اتهم المملكة بانها تضمن سوقاً لبيع الكبتغون لذلك يتم تهريبها. ان السلطة تأخد قرار بالاتحاق بمحور ايران وتجعل من كل مغترب رهينة وتؤدي الى تهديد لقمة عيشكم في الخارج.
المغترب فقد الحياة التي كان يعيشها في لبنان، المغترب سرق منه ماضيه، عمره وذكرياته. سرقت صبحية القهوة، سرقت منكم بيروت، سرقت حقكم باختيار مكان اقامتكم … عار علينا ان تمر الانتخابات ولا نحاسب وعار علينا ان لا ننتقم لدمعة كل شخص ودعكم في المطار، عار علينا اذا لا ننتقم من نظام وضع اللبناني في جهنم ويريد تهجيرنا.
لكل مغترب، نحن بحاجة لصوتك تسجل لنحاسب عبر الرابط: https://diasporavote.mfa.gov.lb