حريق بيت مري اثبت انه من اعداد خطة معدة متقنة لاحراق المنطقة بتوقيت مشبوه. الحريق مفتعل على الطريق العام والمخطط المرسوم يقضي بافتعال حريق الى جانب آخر تماشياً مع مسار الرياح كي يشتعل الجبل باكمله.

الدخان الاسود سببه احراق اطارات السيارات المشتعلة واحدا بعد الاخر حتى تتحول الغابة الى رماد. في الجنوب ايضاً امتدت العصابة نفسها حيث احرقت بقع متفرقة بالحقارة من مكان الى آخر ليتبين ان المسبب سوري الجنسية تم توقيفه.

الفضائح المؤلمة واجهتها الدولة بما تيسر لديها من وسائل لاخماد الحرائق فما كان امام طوافات الجيش سوى الاستعانة بحوض سباحة لمنتجع سياحي من اجل خفض توقيت الرحلات لاخماد النيران. النتيجة احتراق لبنان خلال ساعات واختفاء مئات الاف الهكتارات.

بالارقام واستناداً الى دراسة للدولية للمعلومات وبيانات وتقديرات البلديات، فقد وصل مجموع المساحة الخضراء التي التهمتها النيران في الاعوام لـ١٦ المنصرمة بين ٢٠٠٦ و٢٠٢١ الى ٤٠٠ مليون متر مربع اي حوالي ١١٪ من المساحة الخضراء في لبنان التي تحتوي على ٣،٦٦٠ مليون متر مربع علماً ان كل شجرة تبلغ قيمتها الفعلية ١٠٠ الف دولار. الدولة حرقت المليارات دون ان يرف لها جفن.

عام ٢٠١٦ استفاقت منظومة الفساد في لبنان على ضرورة توظيف حراس احراج ونجح عبر امتحانات الخدمة المدنية ١٠٦ لبنانيين للوظيفة من بينهم ١٨ مسيحياً و ٨٨ مسلماً. لكن المحاصصة السياسية والطائفية تحت شعار ”اعطيني تأعطيك“ تعطلت التعيينات وبقيت الاحراج بلا حراس حتى يومنا هذا.

حتى الدفاع المدني حرم من المعدات والتجهيزات كما انه لم يتم شراء آليات جديدة منذ عام ٢٠٠٠، في حين الاعتماد على المساعدات وعناصره متطوعون بينما الملايين تهدر على المحاسيب والأزلام. لا يزال التحقيق مفتوح لعله ينتهي بشأن طائرات السكورسكي، لم يبق سوى طلب النجدة من اليونان وقبرص لارسال طائرات اطفاء.

نعم، انها دولة العجز والانحطاط والسرقة تمد نيرانها لحرق غابات لبنان بعدما هجرت شعبها وفجرت مدينتها.