شتاءٌ قاسٍ بانتظار اللّبنانيين، لا تدفئة في ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات والحطب. لا كهرباء دولة ولا مولّدات وأصحابها سيعمدون الى التّقنين القاسي، وفي بعض الأحيان إلى إطفاء المولّد كلياً.

لا تقتصر قساوة الموسم المرتقب على ذلك، فلبنان على موعد مع أمطار غزيرة في الأيّام المقبلة، حتّى أنّ مصلحة الأبحاث العلميّة والزراعيّة حذّرت من السّيول. وككلّ عام، سيتفاجأ المسؤول اللامسؤول بـ”الشتّوة الأولى” وسيتقاذف مسؤوليّة تنظيف الأقنية مع لا مسؤولين آخرين طبعا بعد فوات الأوان وحلول الكارثة.

من المحتمل أن يطوف نهر الغدير، ويسارع المعنيّون إلى زيارة المكان للكشف على الأضرار واطلاق الوعود بالتعويض على السكان، لا سيّما أنّنا على أبواب الانتخابات النيابية.

احتمالٌ اجتياح الوحول والسّيول أوتوستراد ضّبية كالعادة، سيتكبّد المواطن خسائر فادحة بممتلكاته وسيارته، وبعد الاستنكارات والبيانات الاتّهامية نبقى على موعد جديد مع فيضان جديد وكأننا نعيش في وطن نادرا ما تهطل فيه الامطار.

لا ينسى نفق المطار المشهور بالسباحة والغرق واحتجاز المواطنين في سياراتهم بداخله كلّ عام، “بهدلة” سنوية قد لا يحلو لنا العيش  ان لم نستذكرها ونعيشها سنويا، ذكرى سنوية نحييها من سياراتنا كذكرى عيد الاستقلال وعيد العشاق وغيرها.

لا شكّ أنّ اللبناني يعيش في جهنّم منذ سنة ونصف، لكن رجاء إلى جميع المسؤولين والمعنيّين، ولو أنّ الأمر صعب قليلاً، وقد نتعبكم: “ما تخلّونا نتبهدل السّنة كمان… مش ناقصنا”!