رغم ضبابية المشهد الانتخابي اقله من ناحية تحديد الموعد ومصير الدائرة الـ 16، غير ان قضاء كسروان يشهد غليانا انتخابيا مشهودا حيث تتنافس الشخصيات الطامحة للترشح لحجز مقاعد انتخابية لها على بعض اللوائح المتقدمة.

يبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 195 ألف ناخب موزعين بين 161892 ماروني، 19956 شيعي، 3745 آلاف روم أرثوذكس، 2492 أرمن أرثوذكس، 2360 سنّي، 2388 روم كاثوليك، و2296 مسيحيين من طوائف اخرى.

في بورصة اللوائح حتى الساعة، التحالف بين النائب المستقيل نعمة افرام والكتائب بات امرا واقعا لا مجال للتراجع عنه، ومقاعد اللائحة الاخرى مقرونة بتأمين بتعزيز الكسر الاعلى كي تتمكن اللائحة من الفوز بمقعدين نيابيين.

التيار الوطني الحر ارتبط انتخابيا بحزب الله في الدائرة وهو السيناريو المتوقع ان يعمم في كل الدوائر الانتخابية، شعبية التيار في الدائرة تراجعت، نائبه الخالي روجيه غازار اكد انسحابه من المعركة خوفا على مصالحه التجارية في الخليج تاركا الساحة لصالح الوزيرة السابقة ندى بستاني.

لائحة القوات اللبنانية في الدائرة قد تشهد تبدل اسماء بعض المرشحين ولكنها لن تبدل في نتيجتها شيء، القوات في هذه الدائرة كما في كل الدوائر تقريبا بحاجة الى حاصل انتخابي اضافي للفوز بثلاثة مقاعد نيابية. قد تعتبر القوات الطرف الاقل تضررا منذ انطلاق الثورة ومما لا شك فيه اعادت احداث عين الرمانة شد العصب القواتي ولملمت شمل بعض الممتعضين.

من جهتها مصادر مقربة من الوزير زياد بارود نفت احجامه عن الترشح ولم تؤكد نيته الترشح مؤكدة ان الرؤية لم تتبلور حتى الساعة.

النائب السابق منصور البون لم يحسم قرار مشاركته شخصيا على لائحة التيار الوطني الحر ان يترشح فؤاد نجله، لكن الاكيد ان هوامش تحالفاته تضيق وهو من المرشحين الاقوياء الذين قد تستبعدهم اللوائح لانه يشمل خطرا بسبب حضوره الشعبي.

النائب فريد هيكل الخازن يدرك تماما انه عاجز عن تأمين حتصل انتخابي منفردا، والاسوأ في وضعيته انه بحاجة الى حليف كبير يرفده بآلاف الاصوات التفضيلية، سعى من خلال علاقاته مع تيار المردة لتوزير شخصيتين مارونيتين من كسروان آملا ان يكونا حالتين انتخابيتين يمكن الاتكاء عليهما، لكن الزوبعة التي احدثها وزيره جورج قرداحي قضت على نصف آماله حتى الساعة.

من جهته اعلن حزب الكتائب اللبنانية ترشيح نائب رئيسه الدكتور سليم الصايغ عن احد المقاعد المارونية في كسروان، مصادر مقربة منه تؤكد ان الاستعدادات تجري على قدم وساق، والحزب يستمر في استنهاض شعبيته في الدائرة ويتوقع ان يحقيق مفاجأة انتخابية مستندا الى صوابية خيارات الحزب منذ انسحابه من الحكومة والانذارات المتتالية التي اطلقها تجنبا للكارثة الاقتصادية والمالية التي نمر بها لكن احدا لم يسمع.

النائب السابق فارس سعيد وانطلاقا من ثوابته السياسية السيادية، وعلى عكس ما يشاع عن نيته الترشح على لائحة الخازن ليس متحمسا لخوض السباق الانتخابي واذا ما عدل في رأيه بموقعه الطبيعي مع حليفه السابق حزب الكتائب وكل ما يقال عن ترشحه مع الخازن لا يمت الى الحقيقة بصلة، اوساط مقربة منه تؤكد انه يردد دائما عبارة “لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين” في اشارة الى انقلاب الخازن على وعوده السابقة وانضمامه الى كتلة المردة.

النائب شامل روكز مستمر في ترشحه عن الدائرة، ويستند الى دعم عناصر وضباط القوى الامنية، يبقى التساؤل هل سيترك التيار الوطي الحر فرصة للتحالف مع روكز ام ان العلاقة بين الطرفين استوجبت سحب السفراء وبالتالي لا سلام ولا كلام معه؟

النائب السابق وليد خوري وهو “عديل” النائب نعمة افرام قد يترشح مع افرام رغم علاقاته مع اركان العهد، العهد يشارف على الانتهاء والحياة تستمر وخوري يمثل ولديه حضوره خصوصا في منطقة ساحل جبيل.

وفي معلومات خاصة يدرس ايلي باسيل ظروف ترشحه مستندا الى عدد الموظفين العاملين في شركاته وشركة كهرباء جبيل من جهة اضافة الى دعم نسيبه فرنسوا باسيل مالك بيبلوس بنك.

كسروان عاصمة الموارنة وهي الدائرة الانتخابية التي نصبت ميشال عون يوما زعيما على المسيحيين، هل سنشهد تسونامي تغييري في المنطقة لصالح الثورة ومرشحيها علما ان اي شخصية سياسية مستقلة لم تبرز حتى الساعة في الدائرة؟