“هناك من عمل وما زال يعمل على تحويل كارثة انفجار المرفأ، التي تعد من أكبر الكوارث التي حلت بلبنان، الى أداة لاستثارة الغرائزية الطائفية خدمة لأهداف خاصة، والى وسيلة لوأد الوحدة الوطنية والتشويش على مكامن قوتنا خدمة لمشاريع خارجية. فأصر من الأساس على ألا يتولى التحقيق في قضية انفجار المرفأ الا قاضٍ من الطائفة المسيحية، وألا يتولى النظر في المراجعات القضائية المقدمة الا قضاة من الطائفة عينها، فشطر “العدلية” وما برح يحاول شطر البلد طائفيا”. هذا التصريح لوزير الثقافة محمد المرتضى، لمن؟ لوزير الثقافة، ويا لها من ثقافة يدعيها ممثل حزب الله في الحكومة، ممثل الارهاب اللبناني.
الكشف عن جريمة انفجار المرفأ يتولى التحقيق فيها قاض لبناني، لم نسأل يوما عن طائفته او مذهبه، ومن شطر لبنان طائفيا تصاريح الغراب الاسود القابع في سراديب الضاحية الجنوبية.
على ما يبدو خطة اركان المنظومة واضحة المعالم، يريدون الانتخابات النيابية على وقع احتقان مذهبي وطائفي بعيدا كل البعد عن الشعارات التي رفعت في 17 تشرين، لا يريدون الانتخابات استفتاء بين لبنان الحالي الذي يشبههم بكل تفاصيلهم السيئة وبين لبنان الجديد على صورة ومثال شباب لبنان المنتفض في الشوارع. يريدون اعادة المارد الشعبي الى بيئاته المذهبية حيث يسهل التحكم به والسيطرة على تصرفاته وتحديد وجهة كل صوت تفضيلي.
خطتهم واضحة، بدأت في احداث خلدة بين حزب الارهاب وعرب خلدة “السنة” ثم انقلت الفتنة الى عين الرمانة بين الارهاب ايضا وابناء المنطقة “المسيحيين”، واستكمل الاستعراض بالانتشار العسكري الارهابي في عيون السيمان تحت عنوان “المناورة الصامتة”، لن ننجر الى ملعب الدم والقتل، كما لم ننس بعد اغتيالاتكم لقادة ثورة الارز ولقمان سليم، وان كانت المؤشرات تدل الى تورطكم في انفجار المرفأ فأهلا وسهلا بالحقيقة الساطعة سواء دمرت روما او الكعبة، الاقتصاص من المجرم ومحاكمته واجب ومطلب وكل من يتمترس خلف طائفته لشد العصبيات ويستمر بتهديدنا بعدم الاستقرار والسلم الاهلي نقول لا سلم ولا سلام مع الارهاب، تعلموا ان تتصرفوا كالبشر.